صفحة جزء
536 [ 364 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا الثقة، عن الزهري، عن ثابت بن قيس، عن أبي هريرة قال: أخذت الناس ريح بطريق مكة وعمر -رضي الله عنه- حاج فاشتدت، فقال عمر لمن حوله: ما بلغكم في الريح؟

فلم يرجعوا إليه شيئا، فبلغني الذي سأل عمر عنه من أمر الريح فاستحثثت راحلتي حتى أدركت عمر وكنت في مؤخر الناس، فقلت: يا أمير المؤمنين أخبرت أنك سألت عن الريح وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الريح من روح الله تأتي بالرحمة وبالعذاب، فلا تسبوها، وسلوا الله من خيرها، وعوذوا بالله من شرها . .


الشرح

ثابت بن قيس من التابعين زرقي أنصاري.

روى عن: أبي هريرة.

وروى عنه: الزهري .

والحديث الأول المرسل بعض الثاني المسند، وقد رواه عن الزهري : الأوزاعي ويونس بن يزيد ومعمر.

[ ص: 61 ] وقوله: فلم يرجعوا إليه شيئا أي: يردوا عليه جوابا.

وقوله: "فاستحثثت راحلتي" أي: حثثتها، يقال: حثه واستحثه وحثثه وحثحثه إذا حضضته وحملته على الشيء، والروح والراحة من الاستراحة، ويوم روح أي: طيب، والروح نسيم، ومكان روحاني أي: طيب، وروح وريحان أي: رحمة ورزق.

والمقصود النهي عن سب الريح، قال الشافعي : ولا ينبغي لأحد أن يسب الريح; فإنها خلق لله تعالى مطيع وجند من أجناده يجعلها رحمة إذا شاء ونقمة إذا شاء، ويروى; أن رجلا شكا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الفقر، فقال: لعلك تسب الريح.

[ ص: 62 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية