صفحة جزء
613 [ 473 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف; أن عمر وعثمان كانا يصليان المغرب حين ينظران إلى الليل الأسود، ثم يفطران بعد الصلاة، وذلك في رمضان .


الشرح

حديث سهل مشهور صحيح مدون في الموطأ وأخرجه البخاري عن عبد الله بن يوسف عن مالك، ومسلم عن يحيى بن يحيى عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه، وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة وأنس وابن عباس.

وقال الشافعي بعد ما روى عن عمر وعثمان أنهما كانا يفطران بعد الصلاة: كأنهما يريان تأخير ذلك تواسعا، لا أنهما يعمدان الفضل لتركه.

[ ص: 185 ] يعني أن المستحب التعجيل، ولم يؤخرا لفضل في التأخير; ولكن رأياه واسعا، ولعله لم ييسر الجمع بين تعجيل الصلاة وتعجيل الإفطار فرأيا تعجيل الصلاة أولى.

وقوله: "حين ينظران إلى الليل الأسود" يعني: السواد المقبل من جانب الشرق، فإنه لا يقبل إلا بعد سقوط القرص، وفي الصحيحين عن عبد الله بن أبي أوفى قال: كنا في سفر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما غربت الشمس قال لرجل: انزل فاجدح لي.

قال: يا رسول الله، لو أمسيت.

ثم قال: انزل فاجدح.

قال: يا رسول الله، إن عليك نهارا، ثم قال: انزل فاجدح; فنزل فجدح له في الثالثة، فشرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم أومأ بيده إلى المشرق فقال:
إذا رأيتم الليل قد أقبل من ها هنا فقد أفطر الصائم.


قوله: فاجدح لي أي: حرك السويق بالماء لنفطر عليه، والمجدح: العود الذي يحرك به للشراب ليرق ويستوي.

وقوله: "فقد أفطر الصائم" قيل: معناه دخل في وقت الفطر، كما يقال: أصبح وأمسى; وقيل: المعنى أنه مفطر في الحكم وإن لم يطعم، فإن الليل ليس محلا للصوم.

التالي السابق


الخدمات العلمية