صفحة جزء
6 الأصل

[ 9 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سعيد بن سالم، عن ابن أبي حبيبة أو أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل أنتوضأ بما أفضلت الحمر؟

قال: "نعم، وبما أفضلت السباع كلها".
.


الشرح

سعيد بن سالم: هو أبو عثمان القداح خراساني الأصل، سكن بمكة.

روى عن: ابن جريج، وغيره.

وابن أبي حبيبة: هو إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة المدني الأنصاري الأشهلي مولاهم، ويقال: اسم أبي حبيبة اليسع.

روى عن: داود بن الحصين، وعمر بن سعيد بن سريج، وغيرهما [ ص: 85 ]

يروي عنه: ابن أبي...، وأبو عامر العقدي، وسعيد بن أبي مريم.

وداود بن الحصين: هو أبو سليمان القرشي الأموي، مولى عمرو بن عثمان بن عفان.

سمع: أبا سفيان مولى [ابن] أبي أحمد، وعكرمة.

روى عنه: مالك بن أنس، ومحمد بن إسحاق، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير.

مات سنة خمس وثلاثين ومائة.

وجابر: هو ابن عبد الله بن عمرو بن حرام بن عمرو بن سواد [بن] سلمة أبو عبد الله، من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المشهورين، سمع الكثير من النبي صلى الله عليه وسلم.

وروى عن: عمر، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وأبي حميد الساعدي، وأبي بردة بن نيار.

وروى عنه: أبو سلمة بن عبد الرحمن، وعمرو بن دينار، ومحمد بن المنكدر، وأبو الزبير، وغيرهم.

وتوفي [....] سنة ثمان أو تسع وسبعين، ويقال: أنه آخر من [ ص: 86 ] مات بالمدينة من الصحابة.

وقوله: "عن ابن أبي حبيبة أو أبي حبيبة" الشك من الربيع كما رواه الأصم، والرجل ابن أبي حبيبة كما بيناه، ورواه الحافظ الدراقطني عن أبي بكر بن زياد النيسابوري، عن الربيع، فقال: ابن أبي حبيبة، بلا شك.

والحديث معلول من وجهين:

أحدهما: أن البخاري ذكر أن سعيد بن سالم يرمى بالإرجاء، وأن ابن أبي حبيبة منكر الحديث وأدخلهما معا في "الضعفاء"، وقال أبو حاتم الرازي والدارقطني: ابن أبي حبيبة ليس بالقوي في الحديث، وروي عن أحمد بن حنبل توثيقه.

والثاني: أن في غير هذا الإسناد رواية داود بن الحصين عن [....] كذلك رواه الحسن الزعفراني عن الشافعي، وأبو بكر [....] عن الشافعي، وكذلك رواه الشافعي [....] عن داود بن الحصين، [ ص: 87 ] وابن أبي ذئب عن داود [....] من سلمة، ويدل عليه أنهم لم يذكروا في تعريف داود بن الحصين روايته عن جابر [....] من الصحابة.

ومدلول الحديث طهارة سؤر البهائم والسباع، ويستثنى سؤر الكلب لما سبق، وفي معناه الخنزير.

وقوله: "بما أفضلت الحمر" يقال: أفضل من الشيء فضلة إذا أبقى ما فضل عن حاجته منه، والمعنى: بما أفضلت من الماء؛ لأن الوضوء به يكون، وعقب الجواب في سؤر الحمر بالكلام في سؤر السباع شفقة على السائل، فعساه يجهل حكمه إذا جهل حكم سؤر الحمر.

التالي السابق


الخدمات العلمية