صفحة جزء
853 الأصل

[ 536 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا الدراوردي وحاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال [جئنا] جابر بن عبد الله وهو يحدث عن حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فلما كنا بذي الحليفة ولدت أسماء [ ص: 262 ] بنت عميس فأمرها بالغسل للإحرام .


الشرح

أسماء: هي بنت عميس بن مغنم بن تيم بن مالك بن قحافة، كانت تحت جعفر بن أبي طالب وولدت له عبد الله وعونا ومحمدا، فلما استشهد خلف عليها أبو بكر الصديق فولدت له محمد بن أبي بكر وهو الذي ولدته بذي الحليفة، ثم خلف عليها علي بن أبي طالب فولدت له يحيى بن علي رضي الله عنهم، وكانت أختها زينب بنت عميس تحت حمزة بن عبد المطلب، وميمونة بنت الحارث زوجة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأم الفضل بنت الحارث زوجة العباس بن عبد المطلب أختاهما من الأم.

روى عن أسماء: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن صعير، وعبد الله بن شداد، وشهر بن حوشب .

والحديث صحيح وهو الحديث الطويل في حكاية جابر حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن حاتم بن إسماعيل، وقال: حتى إذا أتينا ذا الحليفة فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف أصنع؟

قال: اغتسلي واستثفري [بثوب] وأحرمي.


وروى قصة ولادتها وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - إياها بالغسل: يحيى بن [ ص: 263 ] سعيد، عن جعفر بن محمد، ورواها عبيد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، والروايتان مخرجتان في صحيح مسلم أيضا.

ودلالة الحديث على استحباب الغسل للنفساء ظاهرة وفي معناها الحائض، ومقصود هذا الغسل قطع الروائح الكريهة لدفع أذاها عن الناس عند اجتماعهم، واحتج به على استحباب الغسل لغيرهما بطريق الأولى; لأنه من أهل الطهارة وليستا من أهلها، وقد روي; أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تجرد لإهلاله واغتسل .

وقوله - صلى الله عليه وسلم - في الرواية الأخرى: "اغتسلي واستثفري بثوب" يقطع وهم من يقول: لعلها ولدت خفافا وقصرت مدة نفاسها فأمرها بالغسل بعدما طهرت.

التالي السابق


الخدمات العلمية