صفحة جزء
857 الأصل

[ 552 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سعيد، عن ابن جريج، أبنا الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة أنها قالت: كنت عند عائشة إذ [ ص: 279 ] جاءتها امرأة من نساء بني عبد الدار يقال لها: تملك، قالت لها: يا أم المؤمنين إن ابنتي فلانة حلفت لا تلبس حليها في الموسم.

فقالت عائشة: قولي لها إن أم المؤمنين تقسم عليك إلا لبست حليك كله
.


الشرح

أورد الشافعي الأثر لبيان أنه لا بأس للمحرمة بلبس الحلي، ولا يلحق التحلي بالتطيب.

وقوله: "إلا لبست حليك كله" يجوز تخفيف اللام من "إلا" على معنى العرض والتحضيض، ويجوز تشديد اللام بمعنى هلا وهو التحضيض أيضا، وقد يراد به اللوم، وفيه أن الجائز لا يصير ممنوعا عنه بالحلف، وأنها أقسمت عليها وإبرار المقسم مستحب على ما ورد به الخبر .

وقول عائشة: "إن أم المؤمنين" يجوز أن يقال أنها أخبرته جوابا لقول السائلة يا أم المؤمنين ويكون سبيله سبيل الحكاية، ويجوز أن يقال أنها ذكرت على وجه التحديث بالنعمة وشكرها بإظهارها، كما سمى خالد نفسه سيف الله، وكما كتب الخلفاء من فلان أمير المؤمنين.

التالي السابق


الخدمات العلمية