صفحة جزء
962 [ 603 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سعيد بن سالم، عن ابن جريج، عن عطاء قال: طفت خلف ابن عمر وابن عباس فما سمعت واحدا منهما متكلما حتى فرغ من طوافه .


الشرح

قوله: أقلوا الكلام يفهم شيئين:

أحدهما: أن أصل الكلام لا يبطل الطواف، ويروى عن إبراهيم بن نافع الأعور قال: طفت مع طاوس فكلمته في الطواف وكلمني ، قال الشافعي: وبلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تكلم في الطواف وكلم .

والثاني: أنه يستحب أن يقل الكلام ويشتغل بتلاوة القرآن وذكر الله تعالى تعظيما للبيت ورجاء للثواب، وإن ترك الكلام أصلا وأقبل على الذكر والتلاوة كان أولى.

وقوله: فإنما أنتم في صلاة أراد به ما روي عن عطاء بن السائب عن طاوس عن ابن عباس موقوفا ومرفوعا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إن الطواف بالبيت صلاة إلا أنه قد أذن فيه بالنطق، فمن استطاع أن لا ينطق إلا بخير فليفعل [ ص: 333 ] .

والمعنى فيه أنه يعتبر فيه طهارة الحدث والخبث وستر العورة كما في الصلاة.

التالي السابق


الخدمات العلمية