صفحة جزء
7357 ص: واحتجوا في ذلك بما حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال: أنا ابن وهب، أن مالكا حدثه، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن رجل من بني أسد قال: " أتيت رسول الله -عليه السلام- فسمعته يقول لرجل يسأله: من سأل منكم وعنده أوقية أو عدلها فقد سألإلحافا، . والأوقية يومئذ أربعون درهما ". .

7358 وبما حدثنا يزيد بن سنان ، قال: ثنا بشر بن عمر ، قال: ثنا مالك ...فذكر بإسناده مثله.

[ ص: 542 ] 7359 وبما حدثنا يزيد ، قال: ثنا محمد بن كثير ، قال: ثنا سفيان الثوري ، عن زيد بن أسلم ... ، ثم ذكر بإسناده مثله.


ش: أي احتج هؤلاء الآخرون فيما ذهبوا إليه بحديث الرجل الأسدي.

أخرجه من ثلاث طرق صحاح:

الأول: عن يونس بن عبد الأعلى شيخ مسلم ، عن عبد الله بن وهب ، عن مالك بن أنس ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن رجل من بني أسد .

وأخرجه مالك في "موطئه" بأتم منه: عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن رجل من بني أسد قال: "نزلت أنا وأهلي ببقيع الغرقد، فقال لي أهلي: اذهب إلى رسول الله -عليه السلام- فسله لنا شيئا نأكله، وجعلوا يذكرون من حاجتهم، فذهبت إلى رسول الله -عليه السلام- فوجدت عنده رجلا يسأله ورسول الله -عليه السلام- يقول: لا أجد ما أعطيك، فتولى الرجل وهو مغضب، وهو يقول: لعمري إنك لتعطي من شئت، فقال رسول الله -عليه السلام-: إنه ليغضب علي أني لا أجد ما أعطيه؟! من سأل منكم وله أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا، فقال الأسدي: للقحتنا خير من أوقية، قال: والأوقية أربعون درهما، قال: فرجعت ولم أسأله، فقدم على رسول الله -عليه السلام- بعد ذلك بشعير وزيت، فقسم لنا منه حتى أغنانا الله ".

الثاني: عن يزيد بن سنان القزاز ، عن بشر بن عمر الزهراني ، عن مالك .

وأخرجه أبو داود: عن عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن زيد بن أسلم ...إلى آخره نحوه.

الثالث: عن يزيد أيضا، عن محمد بن كثير العبدي شيخ البخاري وأبي داود ، عن سفيان الثوري ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن رجل من بني أسد .

[ ص: 543 ] وأخرجه أحمد في "مسنده": ثنا وكيع، ثنا سفيان ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن رجل من بني أسد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سأل وله أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا".

قوله: "وعنده أوقية" قد مر الكلام فيه مستوفى في كتاب الزكاة، وقال أبو عمر: الأوقية إذا أطلقت فإنما يراد بها الفضة دون الذهب وغيره، هذا قول العلماء، والأوقية أربعون درهما وهي بدراهمنا اليوم ستون درهما أو نحوها.

قوله: "أو عدلها" يريد قيمتها، يقال: هذا عدل الشيء، أي: ما يساويه في القيمة، وهذا عدله -بكسر العين- أي: نظيره ومثله في الصورة والهيئة.

قوله: "إلحافا" من ألحف في المسألة: إذا بالغ فيها وألح، يقال: ألح وألحف، وقيل: ألحف شمل بالمسألة، ومنه اشتق اللحاف.

التالي السابق


الخدمات العلمية