صفحة جزء
496 497 498 499 ص: وقد شد ذلك ما روي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أيضا، فذكروا ما حدثنا سليمان بن شعيب ، قال: نا بشر بن بكر، قال: أنا موسى بن علي ، عن أبيه ، عن عقبة بن عامر ، قال: "أبردت من الشام إلى عمر بن الخطاب ، فخرجت من الشام يوم الجمعة ودخلت المدينة يوم الجمعة، فدخلت على عمر ، - رضي الله عنه - وعلي خفان لي [ ص: 143 ] جرمقانيان، فقال لي: متى عهدك يا عقبة بخلع خفيك؟ فقلت: لبستهما يوم الجمعة وهذه الجمعة. فقال لي: أصبت السنة".

حدثنا أبو بكرة، قال: نا إبراهيم بن أبي الوزير ، قال: نا المفضل بن فضالة ( -قاضي أهل مصر - عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الله بن الحكم البلوي ، عن عقبة بن عامر بمثله.

حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو ، وابن لهيعة ، والليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الله بن الحكم البلوي ، أنه سمع علي بن رباح اللخمي، يخبر عن عقبة بن عامر ..... فذكر مثله، غير أنه قال: "قد أصبت". ولم يقل: "السنة"، " . قالوا: فقول عمر - رضي الله عنه - هذا لعقبة: " " أصبت السنة" يدل على أن ذلك عنده عن النبي - عليه السلام - لأن السنة لا تكون إلا عنه [1\ق131-ب] .


ش: أي وقد قوى وأكد ما ذهبوا إليه ما روي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.

وفي بعض النسخ: "وقد شيد ذلك" من التشييد وهو الإحكام والإتقان، ثم إنه أخرج أثر عمر - رضي الله عنه - من ثلاث طرق صحاح:

الأول: عن سليمان بن شعيب الكيساني ، عن بشر بن بكر التنيسي ، عن موسى ابن علي -بضم العين وفتح اللام- بن رباح اللخمي- أمير مصر لأبي جعفر المنصور- عن أبيه علي بن رباح بن قصير اللخمي ، عن عقبة بن عامر الجهني الصحابي - رضي الله عنه -.

وأخرجه البيهقي في "سننه" : أنا الحافظ أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني، نا بشر بن بكر، نا موسى بن علي بن رباح ، عن أبيه، عن عقبة بن عامر الجهني، قال: "خرجت من الشام إلى المدينة [يوم [ ص: 144 ] الجمعة] فدخلت على عمر بن الخطاب، فقال لي: متى أولجت خفيك في رجليك؟ قلت: يوم الجمعة، قال: فهل نزعتهما؟ [قلت] لا. قال: أصبت السنة".

الثاني: رواه عن أبي بكرة بكار ، عن إبراهيم بن أبي الوزير، وهو إبراهيم بن عمر بن مطرف الهاشمي مولاهم المكي أبي عمرو ، عن المفضل بن فضالة بن عبيد -قاضي مصر - عن يزيد بن أبي حبيب سويد المصري ، عن عبد الله بن الحكم البلوي ، عن عقبة بن عامر .

وأخرجه البيهقي : أيضا نا علي بن أحمد بن عبدان، نا أحمد بن عبيد، نا عبيد بن شريك، نا يحيى بن بكير، نا مفضل بن فضالة، إلى آخره نحوه.

الثالث: عن يونس بن عبد الأعلى المصري شيخ مسلم ، عن عبد الله بن وهب المصري ، عن عمرو بن الحارث المصري وعبد الله بن لهيعة المصري والليث بن سعد المصري، ثلاثتهم عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الله بن الحكم البلوي ... إلى آخره.

وأخرجه الدارقطني في "سننه" : نا أبو بكر النيسابوري، نا يونس بن عبد الأعلى، نا ابن وهب، أخبرني حيوة، سمعت يزيد بن أبي حبيب يقول: حدثني عبد الله بن الحكم ، عن علي بن رباح، أن عقبة بن عامر حدثه: "أنه قدم على عمر - رضي الله عنه - بفتح دمشق، قال: وعلي خفان، فقال لي عمر: كم لك يا عقبة منذ لم تنزع خفيك؟ فتذكرت من الجمعة إلى الجمعة، فقلت: منذ ثمانية أيام. قال: أحسنت، أو أصبت السنة".

[ ص: 145 ] قوله: "أبردت من الشام " على صيغة المجهول من الإبراد وهو إتيان الرسول، والمعنى: أرسلت من الشام بريدا، والبريد هو الرسول، وهو في الأصل كلمة فارسية يراد بها في [الأصل] البغل، وأصلا بريده دم. أي: محذوف الذنب؛ لأن بغال البريد كانت محذوفة الأذناب كالعلامة لها، فأعربت وخففت، ثم سمي الرسول الذي يركبه بريدا، والمسافة التي بين السكتين بريدا.

قوله: "وعلي خفان" جملة وقعت حالا.

وقوله: "لي" جملة صفة للخفين، ومحلها من الإعراب الرفع.

و"جرمقانيان" أيضا صفة أخرى وهي نسبة إلى الجرمقان -بضم الجيم، وسكون الراء، وضم الميم، بعدها قاف، وبعدها ألف، وآخره نون- اسم موضع، قال الجوهري: الجيم والقاف لا يجتمعان في كلمة واحدة من كلام العرب إلا أن يكون معربا أو حكاية صوت.

قوله: "قالوا" أي: القوم المذكورون.

التالي السابق


الخدمات العلمية