صفحة جزء
606 ص: حدثنا ربيع المؤذن، قال: أخبرنا أسد، قال: أنا ابن لهيعة، قال: أنا قيس ابن الحجاج [1\ق156-أ] عن حنش الصنعاني ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: "أن ابن مسعود - رضي الله عنه - خرج مع النبي - عليه السلام - ليلة الجن، فسأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أمعك يا ابن مسعود ماء؟ قال: معي نبيذ في إداوتي: . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تعال، أصبب علي. فتوضأ به وقال: شراب وطهور".


ش: رجاله ثقات ما خلا عبد الله بن لهيعة، فإن فيه مقالا.

وحنش -بفتح الحاء المهملة والنون وبالشين المعجمة- ابن عبد الله الصنعاني، من صنعاء دمشق، والنون في النسبة زائدة.

وأخرجه ابن ماجه : عن العباس بن الوليد الدمشقي ، عن مروان بن محمد ، عن ابن لهيعة ... إلى آخره، ولفظه: "قال لابن مسعود: معك ماء؟ قال: لا، إلا نبيذ في سطيحة. فقال رسول الله - عليه السلام - تمرة طيبة وماء طهور، صب علي. قال: فصببت عليه فتوضأ به".

قوله "ليلة الجن" أي في ليلة حضرت فيها الجن عند رسول الله - عليه السلام - وكانوا من جن نصيبين، قيل: كانوا بين الثلاثة إلى العشرة، وقيل: كانوا من الشيصيان وهم أكثر الجن عددا، وعامة جنود إبليس منهم. ويقال: إن الجن كانت تسترق السمع، فلما حرست السماء ورجموا بالشهب، قالوا: ما هذا إلا لنبأ حدث، فنهض سبعة نفر -أو

[ ص: 276 ] تسعة- من أشرف جن نصيبين، أو نينوي منهم زوبعة، فضربوا في الأرض حتى بلغوا تهامة ، ثم اندفعوا إلى وادي نخلة ، فوافوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو قائم في جوف الليل يصلي -أو في صلاة الفجر- فاستمعوا القرآن، وذلك حين منصرفه من الطائف ، حين خرج إليهم يستنصرهم، وفي رواية أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن مسعود لما خرج معه، فقال: "أولئك جن نصيبين"، وكانوا اثني عشر ألفا، وكانت السورة التي قرأها رسول الله - عليه السلام -: اقرأ باسم ربك الذي خلق

قوله: "أمعك ماء" الهمزة فيه للاستفهام، وليست في رواية ابن ماجه .

قوله: "في إداوتي" الإداوة -بكسر الهمزة- إناء صغير من جلد يتخذ للماء، كالسطيحة ونحوها، وجمعها أداوي على وزن فعالي بالفتح.

قوله: "أصبب" أمر من: صب يصب، خرج على الأصل، ويجوز فيه صب، بالإدغام مع الحركات الثلاث في الباء، كما في قولك مد وامدد.

قوله: "شراب" مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي هذا شراب أو هو شراب.

و"طهور" بفتح الطاء بمعنى مطهر، والمعنى أنه جامع للصفتين، الأولى: كونه مشروبا حلوا، والثانية: كونه مطهرا للحدث.

التالي السابق


الخدمات العلمية