صفحة جزء
620 ص: حدثنا ابن أبي داود، قال: نا الوهبي، قال: نا محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة: " أن أم حبيبة بنت جحش كانت استحيضت في عهد النبي -عليه السلام- فأمرها النبي -عليه السلام- بالغسل لكل صلاة، فإن كانت لتغتمس في المركن وهو مملوء ماء، ثم تخرج منه وإن الدم لعاليه، ثم تصلي". .


ش: هذا طريق آخر عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن أحمد بن خالد بن موسى - ويقال: ابن محمد - الوهبي، ونسبته إلى وهب والد عبد الله بن وهب عن محمد بن إسحاق بن يسار المدني ، عن محمد بن مسلم الزهري ، عن عروة بن الزبير، وهؤلاء كلهم ثقات.

وأخرجه أبو داود: عن هناد بن السري ، عن عبدة ، عن ابن إسحاق ... إلى آخره نحوه.

وأخرجه أحمد في "مسنده": عن يزيد ، عن محمد بن إسحاق ... إلى آخره نحوه سواء، غير أن في روايته: "زينب بنت جحش"، موضع "أم حبيبة بنت جحش".

[ ص: 310 ] واعلم أن المستحاضات على عهد رسول الله -عليه السلام- خمس: حمنة بنت جحش أخت زينب بنت جحش زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأختها أم حبيبة - وقيل: أم حبيب بغير هاء، وفاطمة بنت أبي حبيش القرشية الأسدية، وسهلة بنت سهيل القرشية العامرية، وسودة بنت زمعة، زوج رسول الله -عليه السلام- وقد ذكر بعضهم أن زينب بنت جحش استحيضت، كما وقع في رواية أحمد، والمشهور خلافه، وإنما المستحاضتان أختاها.

فإن قيل: كيف قلت: إن اسم أم حبيبة حمنة، ثم جعلت حمنة غير أم حبيبة؟!

قلت: الأصح أن حمنة غير أم حبيبة: وأنهما أختان لزينب بنت جحش، قال ابن الأثير في باب كنى النساء الصحابيات: أم حبيبة، وقيل: أم حبيب، والأول أكثر، وهي بنت جحش بن رئاب الأسدية، أخت زينب بنت جحش أم المؤمنين. وكانت تستحاض.

وأهل السير يقولون: إن المستحاضة حمنة.

قال أبو عمر: الصحيح أنهما كانتا تستحاضان، وكانت حمنة زوج مصعب بن عمير، قتل عنها يوم أحد ، فتزوجها طلحة بن عبيد الله، فولدت له محمدا وعمران، ابنا طلحة، وأمها أميمة بنت عبد المطلب، عمة رسول الله -عليه السلام-.

وجعل ابن منده حمنة غير أم حبيبة، وقال: حمنة بنت جحش، ويقال: حبيبة بنت جحش، وجعل أبو نعيم أم حبيبة كنية حمنة، وجعلهما أبو عمر اثنتين، كما ذكرناه.

وفي بعض شروح البخاري: وكان في زمنه -عليه السلام- جماعة من النساء مستحاضات، منهن أم حبيبة بنت جحش، وحمنة بنت جحش، ذكرها أبو داود، وسهلة بنت سهيل ذكرها أيضا، وزينب بنت جحش ذكرها أيضا، وسودة بنت زمعة، ذكرها العلاء بن مسيب ، عن الحكم ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين، وزينب بنت أم سلمة ذكرها الإسماعيلي في جمعه لحديث يحيى بن أبي كثير،

[ ص: 311 ] وأسماء بنت [مرثد] الحارثية ذكرها البيهقي، وبادية بنت غيلان، ذكرها (ابن الأثير) .

قوله: "فإن كانت" إن مخففة من المثقلة، أصلها فإنها كانت، واللام في "لتغتمس" للتأكيد.

"والمركن" - بكسر الميم - الإجانة التي تغسل فيها الثياب، والميم زائدة وهي التي تخص الآلات.

قوله: "وهو مملوء" جملة اسمية حالية.

و: "ماء" نصب على التمييز.

قوله: "لعاليه" اللام للتأكيد، وهو من علا الشيء يعلوه، والمعنى أن الدم قد علا الماء أي ركبه وغشيه، وضبطه بعضهم "لغالبه" بالغين المعجمة من الغلبة، يقال: غلبه غلبا وغلبة، وفي لفظ: "كانت تجلس في المركن ثم تخرج وهي عالية الدم"، أي: يعلو دمها الماء.

التالي السابق


الخدمات العلمية