صفحة جزء
622 ص: حدثنا الربيع بن سليمان المؤذن، قال: أنا أسد، قال: أنا ابن أبي ذئب ، عن الزهري ، عن عروة ، وعمرة، ، عن عائشة: " أن أم حبيبة بنت جحش استحيضت سبع سنين، فسألت النبي -عليه السلام- عن ذلك فأمرها أن تغتسل، وقال: إن هذه عرق وليست بحيضة. فكانت هي تغتسل لكل صلاة". .


[ ص: 317 ] ش: هذا طريق آخر عن الربيع ، عن أسد بن موسى ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ، عن محمد بن مسلم الزهري.. إلى آخره، وهذا فيه عن عروة وعمرة بواو العطف.

وكذا رواه أحمد في مسنده: عن يزيد ، عن ابن أبي ذئب ، عن الزهري ، عن عروة وعمرة ابنة عبد الرحمن، عن عائشة... إلى آخره نحوه سواء، وفيه: "وكانت امرأة عبد الرحمن بن عوف".

وأخرجه أبو داود: عن محمد بن إسحاق المسيبي ، عن أبيه، عن ابن أبي ذئب ، عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة: "أن أم حبيبة استحيضت سبع سنين، فأمرها رسول الله -عليه السلام- أن تغتسل، وكانت تغتسل لكل صلاة".

وهذا كما ترى بكلمة "عن" بين عروة وعمرة دون حرف العطف.

قوله: "إنما هذا عرق" أي: دم عرق؛ لأن الدم ليس بعرق، فحذف المضاف توسعا؛ يريد أن ذلك علة حدثت بها من تصدع العرق، فاتصل الدم، وليس بدم الحيض، الذي يدفعه الرحم لميقات معلوم.

وقد قلنا: إن الاستحاضة جريان الدم من فرج المرأة في غير أوانه، ولكنه يخرج من عرق يقال له العاذل - بالعين المهملة والذال المعجمة المكسورة - بخلاف دم الحيض فإنه يخرج من قعر الرحم.

وقال ابن سيده: في بعض الحديث "تلك" عاذل [تغذو] يعني: تسيل وربما سمي ذلك العرق عاذرا بفتح الراء.

[ ص: 318 ] وفي "المغيث": العاذر عرق الاستحاضة والعاذرة المستحاضة، قاله اللحياني، وقيل: إنها أقيمت مقام المفعول؛ لأنها معذورة في ترك الصلاة، وفي رواية عن ابن عباس وسئل عن الاستحاضة: "إنه عرق عاند"، أراد أنه كالإنسان يعاند عن القصد.

قوله: "فكانت تغتسل لكل صلاة" من كلام عائشة -رضي الله عنها- وبهذا احتج أهل المقالة الأولى على وجوب الاغتسال على المستحاضة عند كل صلاة؛ وذلك لأنها قد فعلت ذلك، ولم ينكر عليها النبي -عليه السلام-.

التالي السابق


الخدمات العلمية