صفحة جزء
627 ص: حدثنا سليمان بن شعيب ، قال: نا الخصيب ، قال: أخبرني يزيد بن إبراهيم ، عن أبي الزبير ، عن سعيد بن جبير: " : أن امرأة من أهل الكوفة استحيضت، ، فكتبت إلى عبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن الزبير ، -رضي الله عنهم- تناشدهم الله، وتقول:

[ ص: 324 ] إني امرأة مسلمة أصابني بلاء، وإنما استحضت منذ سنين فما [ترون] ذلك؟ فكان أول من وقع الكتاب في يده ابن الزبير فقال: ما أعلم لها إلا أن تدع قرأها وتغتسل عند كل صلاة وتصلي، فتتابعوا على ذلك".


ش: الخصيب - بفتح الخاء المعجمة - هو ابن ناصح .

ويزيد بن إبراهيم التستري، أبو سعيد البصري، روى له الجماعة.

وأبو الزبير هو محمد بن مسلم بن تدرس المكي، روى له الجماعة.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه": مقتصرا على ابن الزبير، فقال: أنا ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أن سعيد بن جبير أخبره قال: "أرسلت امرأة مستحاضة إلى ابن الزبير غلاما لها - أو مولى لها -: إني مبتلاة، لم أصل منذ كذا وكذا - قال: حسبت أنه قال: سنتين - وإني أنشدك الله ألا ما بينت لي في ديني. قال: وكتبت إليه: إني أفتيت أن أغتسل لكل صلاة، فقال ابن الزبير: لا أجد لها إلا ذلك".

قوله: "تناشدهم الله" بنصب لفظة "الله" معناه تسألهم بالله وتقسم عليهم، يقال: نشدتك الله، وأنشدك الله، وبالله، وناشدتك الله وبالله، أي سألتك وأقسمت عليك.

ونشدته نشدة ونشدانا ومناشدة. وتعديته إلى مفعولين؛ إما لأنه بمنزلة دعوت، حيث قالوا: نشدتك الله وبالله، كما قالوا: دعوت زيدا وبزيد، وإما لأنهم ضمنوه معنى ذكرت. فأما أنشدتك بالله فخطأ.

قوله: "ابن الزبير" مرفوع لأنه اسم كان في قوله: "فكان أول من وقع" و: "أول من وقع" منصوب على أنه خبر [مقدم].

[ ص: 325 ] قوله: "إلا أن تدع قرأها" أي: إلا أن تترك أيام قرئها، أي: حيضها.

قوله: [فتتابعوا] أي [فتعاقبوا] في الجواب.

"على ذلك" أي: على وجوب الاغتسال عليها عند كل صلاة.

التالي السابق


الخدمات العلمية