صفحة جزء
648 649 650 ص: كما قال في حديث علقمة بن وائل بن جحر؛ حدثنا ربيع المؤذن، قال: نا يحيى بن حسان، قال: نا حماد بن سلمة (ح).

وحدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا أبو الوليد، قال: ثنا حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب ، عن علقمة بن وائل ، عن طارق بن سويد الحضرمي، قال: "قلت: يا رسول الله، إن بأرضنا أعنابا نعتصرها أفنشرب منها؟ فقال: لا. فراجعته، فقال: لا. فقلت: يا رسول الله إنا نستشفي بها للمريض، قال: ذاك داء وليس شفاء".


ش: أشار به إلى الاستدلال بأن الحرام لا يجوز أن يداوى به، ولو كانت أبوال الإبل ونحوها حراما، لما أمرهم -عليه السلام- أن يتداووا به، والدليل عليه حديث طارق بن سويد، فإنه يدل على أن التداوي بالحرام غير جائز، ألا ترى كيف قال رسول الله -عليه السلام-: "ذاك داء وليس شفاء" حتى قال له طارق: "إنا نستشفي بها للمريض"؟ فلو كانت أبوال الإبل ونحوها حراما؛ لما أمر النبي -عليه السلام- بالتداوي به، فأمره بذلك دل على أنه حلال، فيكون طاهرا.

[ ص: 378 ] ثم إنه أخرج حديث طارق من طريقين صحيحين:

الأول: عن ربيع بن سليمان المؤذن ، عن يحيى بن حسان التنيسي ، عن حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب ، عن علقمة بن وائل بن حجر الكوفي ، عن طارق بن سويد - ويقال: سويد بن طارق - الحضرمي، ويقال: الجعفي الصحابي .

وأخرجه أحمد في "مسنده": ثنا بهز وأبو كامل، قالا: ثنا حماد بن سلمة.. إلى آخره نحوه.

وأخرجه مسلم: ولفظه: "أن طارق بن سويد الجعفي سأل النبي -عليه السلام- عن الخمر، فنهاه، أو كره أن يصنعها [قال إنما أصنعها] للدواء - فقال: إنه ليس بدواء ولكنه داء".

وأخرجه أبو داود: ولفظه: "أنه سأل النبي -عليه السلام- عن الخمر، فنهاه، ثم سأله فنهاه، فقال: يا نبي الله، إنها دواء. فقال النبي -عليه السلام-: "لا، ولكنها داء".

وأخرجه الترمذي: ولفظه: "أنه شهد النبي -عليه السلام- وسأله سويد بن طارق - أو طارق بن سويد - عن الخمر، فنهاه، فقال: إنا نتداوى بها، فقال رسول الله -عليه السلام- إنها ليست بدواء ولكنها داء".

الثاني: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي شيخ البخاري ، عن حماد بن سلمة ... إلى آخره.

وأخرجه الطبراني في "الكبير": عن زكريا بن يحيى الساجي ، عن هدبة بن خالد ، عن حماد بن سلمة.. إلى آخره نحو رواية أحمد سواء.

[ ص: 379 ] قوله: "أفنشرب منها" الهمزة فيه للاستفهام.

قوله: "فراجعته" وفي رواية: "فعاودته" وكذا في رواية أحمد .

"نستشفي" أي: نطلب الشفاء بها.

التالي السابق


الخدمات العلمية