صفحة جزء
661 [ ص: 391 ] ص: باب: صفة التيمم كيف هي؟


ش: أي هذا في بيان صفة التيمم كيف هي؛ هل هي ضربة واحدة، أو ضربتان، أو أكثر؟ وكيف ماهية الضرب؟

وأصل التيمم من الأم، وهو القصد، تقول: أمه يؤمه أما إذا قصده، ويقال: أم، وتأمم، ويمم، وتيمم، بمعنى واحد.

ذكره أبو محمد في "الكتاب الواعي" وفي "المحكم": وايتمه.

والتيمم أصله من ذلك؛ لأنه يقصد التراب فيتمسح به.

وفي "الجامع" عن الخليل: التيمم يجري مجرى التوخي، تقول: تيمم أطيب ما عندك فأطعمنا منه، أي: توخاه وقال الفراء: ولم أسمع: "يممت" بالتخفف، وفي "التهذيب" لأبي منصور: التعمد.

قلت: التيمم في اللغة مطلق القصد.

قال الشاعر:


ولا أدري إذا يممت أرضا أريد الخير أيهما يليني     أألخير الذي أنا أبتغيه
أم الشر الذي هو يبتغيني



وفي الشرع: قصد الصعيد الطاهر، واستعماله بصفة مخصوصة لإقامة الخبر.

وإنما لم يقل: كتاب صفة التيمم؛ لأن كتاب الطهارة يشمله، فلا يحتاج إلى ذكر الكتاب، وهو نوع من الطهارة فلا يذكر إلا بالباب.

[ ص: 392 ] ولما فرغ من أحكام الوضوء الذي هو طهارة صغرى، وما يتعلق به، شرع يذكر التيمم الذي هو خلف عنه، والخلف أبدا يلي الأصل.

التالي السابق


الخدمات العلمية