صفحة جزء
661 ص: حدثنا ابن أبي داود، قال: أنا الوهبي، قال: نا ابن إسحاق ، عن الزهري ، عن عبيد الله ، عن ابن عباس ، عن عمار، قال: " كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- حين نزلت آية التيمم، فضربنا ضربة واحدة للوجه، ثم ضربنا ضربة لليدين إلى المنكبين، ظهرا وبطنا". .


ش: الوهبي: هو أحمد بن خالد الكندي، ونسبته إلى وهب والد عبد الله بن وهب.

وابن إسحاق: هو محمد بن إسحاق بن يسار المدني .

والزهري: هو محمد بن مسلم الزهري .

وعبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود، الفقيه الأعمى المدني، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة ، وكلهم ثقات أئمة أجلاء.

وأخرجه أبو داود منقطعا وموصولا:

أما المنقطع: فقد قال: نا أحمد بن صالح، نا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، حدثه عن عمار بن ياسر: "أنه كان يحدث أنهم تمسحوا، وهم مع رسول الله -عليه السلام- بالصعيد لصلاة الفجر، فضربوا بأكفهم الصعيد، ثم مسحوا بوجوههم مسحة واحدة، ثم عادوا فضربوا بأكفهم الصعيد مرة أخرى فمسحوا بأيديهم كلها إلى المناكب والآباط، من بطون أيديهم".

وإنما قلنا: إنه منقطع؛ لأن عبيد الله بن عبد الله لم يدرك عمارا، قاله الشيخ زكي الدين المنذري .

[ ص: 393 ] وأما الموصول: فقد قال: نا محمد بن أحمد بن أبي خلف ومحمد بن يحيى النيسابوري - في آخرين - قالوا: نا يعقوب، قال: ثنا أبي، عن صالح ، عن ابن شهاب، قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، عن عمار بن ياسر -رضي الله عنهم-: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عرس بأولات الجيش ومعه عائشة، فانقطع عقد لها من جزع ظفار ، فحبس الناس ابتغاء عقدها ذلك، حتى أضاء الفجر، وليس مع الناس ماء، فتغيظ عليها أبو بكر -رضي الله عنه- وقال: حبست الناس وليس معهم ماء، فأنزل الله على رسوله رخصة التطهير بالصعيد الطيب، فقام المسلمون مع رسول الله -عليه السلام-، فضربوا بأيديهم إلى الأرض، ثم رفعوا ولم يقبضوا من التراب شيئا، فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب، ومن بطون أيديهم إلى الآباط.

وأخرجه النسائي: أيضا موصولا هكذا.

وأخرجه ابن ماجه: منقطعا وليس فيه: "المناكب".

قوله: "للوجه" أي لأجل مسح الوجه.

قوله: "إلى المنكبين" تثنية منكب بفتح الميم وكسر الكاف وهو مجمع عظم العضد والكتف.

قوله: "ظهرا وبطنا" منصوبان على التمييز، يعني من حيث الظهر ومن حيث البطن؛ لأن قوله: "لليدين إلى المنكبين" يحتمل أن يكون في ظاهر اليدين إلى المنكبين بدون باطنهما، ويحتمل أن يكون في باطنهما دون ظاهرهما، فلما قال: ظهرا وبطنا زال ذلك الاحتمال.

التالي السابق


الخدمات العلمية