صفحة جزء
771 772 773 ص: وقد روي عن عائشة -رضي الله عنها- من قولها مثل ذلك أيضا: حدثنا يونس، قاله: أنا ابن وهب، أن مالكا حدثه، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أنها كانت تقول: " إذا أصاب أحدكم المرأة ثم أراد أن ينام، فلا ينام حتى يتوضأ وضوءه للصلاة". " .

حدثنا يزيد بن سنان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: أنا هشام ، قال: أخبرني أبي ، عن عائشة -رضي الله عنها- مثله، وزاد: "فإنه لا يدري لعل نفسه تصاب في نومه". .

فمحال أن يكون عندها من رسول الله -عليه السلام- خلاف هذا، ثم تفتي بهذا، فثبت بما ذكرنا فساد ما روي عن الأسود مما ذكرنا، وثبت ما روي عن إبراهيم ، عن الأسود .


ش: أي قد روي عن عائشة من قولها عن نفسها وفتواها مثل ما روي عنها عن النبي -عليه السلام- أنه كان يتوضأ إذا أراد أن ينام وهو جنب.

وأخرج ذلك عن طريقين صحيحين:

الأول: عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ، عن مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه عروة ، عن عائشة.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه": عن عثام بن علي ، عن هشام ، عن أبيه، عن عائشة: "في الرجل تصيبه جنابة من الليل فيريد أن ينام، قالت: يتوضأ أو يتيمم".

[ ص: 550 ] الثاني: عن يزيد بن سنان القزاز البصري ، عن يحيى بن سعيد القطان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه، عن عائشة... إلى آخره.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا وكيع ، عن هشام ، عن أبيه، عن عائشة قالت: "إذا أراد أحدكم أن يرقد وهو جنب فليتوضأ؛ فإنه لا يدري لعله يصاب في منامه".

قوله: "فإنه تعليل لقولها فليتوضأ" وأرادت بقولها "لعل نفسه تصاب" أنه يموت فجأة، أو يقع عليه هدم فيموت، أو يلذعه حيوان، ونحو ذلك من أسباب الموت، وهي كثيرة.

قوله: "فمحال" مرفوع على أنه خبر لقوله: "أن يكون" لأن "أن" مصدرية في محل الرفع على الابتداء، والتقدير: كون حدوث هذا عندها محال، فافهم.

قوله: "فثبت بما ذكرنا" أي إذا كان الأمر كذلك فثبت بما ذكرنا فساد حديث أبي إسحاق ، عن الأسود، وثبت حديث إبراهيم النخعي عن الأسود ، عن عائشة.

التالي السابق


الخدمات العلمية