صفحة جزء
840 ص: قال أبو جعفر : كره قوم أن يقال في أذان الصبح: "الصلاة خير من النوم" واحتجوا في ذلك بحديث عبد الله بن زيد في الأذان الذي أمره النبي -عليه السلام- بتعليمه إياه بلالا فأمر بلالا بالتأذين به.


ش: أراد بالقوم هؤلاء: عطاء بن أبي رباح ، وطاوسا ، والأسود بن يزيد ؛ فإنهم كرهوا أن يقال في أذان الصبح: "الصلاة خير من النوم" وهو قول عن الشافعي وإسحاق وقالوا: لم يكن هذا في الأذان الذي أمر به النبي -عليه السلام- لعبد الله بن زيد أن يعلم بلالا .

وقال عبد الرزاق في "مصنفه": عن ابن جريج ، قال: أخبرني حسن بن مسلم : "أن رجلا [سأل] طاوسا وحسن جالس مع القوم، فقال: يا أبا عبد الرحمن ، متى قيل: "الصلاة خير من النوم"؟ فقال طاوس : أما إنها لم تقل على عهد رسول الله -عليه السلام- ولكن بلالا سمعها في زمان أبي بكر -رضي الله عنه- بعد وفاة النبي -عليه السلام- يقولها رجل غير مؤذن، فأخذها منه فأذن بها، فلم يمكث أبو بكر إلا قليلا، حتى إذا كان عمر -رضي الله عنه- قال: لو نهينا بلالا عن هذا (الذي) أحدث وكأنه نسيه، فأذن به الناس حتى اليوم" .

عبد الرزاق : عن ابن جريج ، قال: "سألت عطاء : متى قيل: الصلاة خير من النوم؟ قال: لا أدري" .

[ ص: 57 ] عبد الرزاق : عن ابن جريج قال: أخبرني عمر بن حفص : "أن سعدا أول من قال: الصلاة خير من النوم. في خلافة عمر -رضي الله عنه-، فقال عمر : بدعة. ثم تركه ، وإن بلالا لم يؤذن لعمر -رضي الله عنه-.

وقال ابن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن حكيم بن جبير ، عن عمران بن أبي الجعد ، عن الأسود بن يزيد أنه سمع مؤذنا يقول في الفجر: الصلاة خير من النوم فقال: لا تزيدن في الأذان ما ليس منه" .

التالي السابق


الخدمات العلمية