صفحة جزء
840 ص: وخالفهم في ذلك آخرون فاستحبوا أن يقال ذلك في التأذين للصبح بعد "الفلاح "، وكان من الحجة لهم في ذلك: أنه وإن لم يكن ذلك في تأذين عبد الله بن زيد فقد علمه النبي -عليه السلام- أبا محذورة بعد ذلك، وأمره أن يجعله في الأذان للصبح.

حدثنا روح بن عبادة ، قال: ثنا ابن جريج ، قال: أخبرني عثمان بن السائب ، عن أم عبد الملك بن أبي محذورة ، عن أبي محذورة : " أن النبي -عليه السلام- علمه في الأذان الأول من الصبح: الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم" .


ش: أي خالف القوم المذكورين جماعة آخرون، وأراد بهم: الثوري ، وأبا حنيفة ، والشافعي ، ومالكا ، وأحمد ، وأصحابهم، وجماهير العلماء؛ فإنهم استحسنوا أن يقال ذلك؛ أي: قول المؤذن: "الصلاة خير من النوم" في أذان صلاة الصبح، وقالوا: إن لم يكن هذا القول في أذان عبد الله بن زيد فإن النبي -عليه السلام- علم أبا محذورة أن يقول ذلك في أذان الصبح ، وأخرج ذلك عن علي بن معبد ... إلى آخره، وكلهم قد ذكروا في باب الأذان غير مرة.

وأخرجه أبو داود : ثنا الحسن بن علي ، نا أبو عاصم وعبد الرزاق ، عن ابن جريج ، أخبرني عثمان بن السائب ، أخبرني أبي وأم عبد الملك بن أبي محذورة نحوه، وفيه: "الصلاة خير من النوم" في الأول من الصبح مرتين.

[ ص: 58 ] وأخرجه البيهقي أيضا في "سننه"، وابن حزم بإسناده إلى أبي محذورة قال: "كنت أؤذن لرسول الله -عليه السلام- في صلاة الفجر فأقول في الأذان الأول: حي على الفلاح، الصلاة خير من النوم" وصححه.

وأخرج الدارقطني : عن ابن جريج ، عن عثمان بن السائب ، عن أبيه وعن أم عبد الملك بن أبي محذورة ، عن أبي محذورة ، قضية الأذان مطولة، وفيه: "فإذا أذنت بالأولى من الصبح فقل: الصلاة خير من النوم. مرتين" .

التالي السابق


الخدمات العلمية