صفحة جزء
858 [ ص: 73 ] ص: حدثنا علي بن معبد ، قال: ثنا روح بن عبادة ، قال: ثنا شعبة ، قال: سمعت سوادة القشيري - وكان إمامهم - قال: سمعت سمرة بن جندب أن رسول الله -عليه السلام- قال: "لا يغرنكم نداء بلال ولا هذا البياض حتى يبدو الفجر أو ينفجر الفجر" .

حدثنا ابن مرزوق ، قال: ثنا وهب ، قال: نا شعبة ، عن سوادة القشيري ، عن سمرة ، عن النبي -عليه السلام- مثله.


ش: [هذان] إسنادان صحيحان حسنان ورجالهما ثقات، وسوادة هو ابن حنظلة القشيري البصري إمام مسجد بني قشير ، والد عبد الله بن سوادة قال أبو حاتم : شيخ. وذكره ابن حبان في الثقات، وروى له مسلم .

وأخرجه أحمد في "مسنده" ثنا محمد بن جعفر وروح ، قالا: ثنا شعبة ، عن شيخ من بني قشير - قال روح : سمعت سمرة بن جندب يقول: قال رسول الله -عليه السلام-: "لا يغرنكم نداء بلال وهذا البياض حتى ينفجر [الفجر] أو يطلع الفجر" .

وأخرجه مسلم : من حديث حماد بن زيد ، ثنا عبد الله بن سوادة القشيري ، عن أبيه، عن سمرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يغرنكم من سحوركم أذان بلال ولا بياض الأفق المستطيل حتى يستطير هكذا - وحكاه حماد بيده يعني معترضا" .

وأخرجه الطبراني : ثنا يوسف القاضي ، نا عمرو بن مرزوق ، نا شعبة ، عن سوادة بن حنظلة القشيري ، قال: سمعت سمرة بن جندب أن رسول الله -عليه السلام- قال: "لا يغرنكم نداء بلال ؛ فإن في بصره سوءا، ولا بياض يرى بأعلى الشجر" وفي [ ص: 74 ] رواية أخرى له: ثنا يزيد بن هارون ، أنا شعبة ، سمعت سوادة القشيري ، يحدث عن سمرة بن جندب ، عن النبي -عليه السلام- قال: "لا يغرنكم أذان بلال ولا هذا الفجر المستطيل، ولكن الفجر المستطير وأومأ بيده (هكذا) وأشار يزيد بيده اليمنى" .

قوله: "ولا يغرنكم نداء بلال " أي أذانه.

قوله: "ولا هذا البياض" أي ولا يغرنكم أيضا هذا البياض، وأراد به: الفجر الكاذب ؛ لأنه يبدو أولا كذنب السرحان ثم تعقبه الظلمة وهذا لا يخرج به الليل، ولا تحل به الصلاة، فيجوز للصائم حينئذ الأكل والشرب والجماع، وإذا صلى العشاء تكون أداء.

قوله: "حتى يبدو الفجر" أي: يظهر الفجر وأراد به الفجر الصادق وهو الذي يبدو في الأفق وينتشر ضياؤه في العالم، فهذا يدخل به وقت الصبح، ويخرج به حكم الليل.

قوله: "أو ينفجر" شك من الراوي أي أو ينشق.

التالي السابق


الخدمات العلمية