صفحة جزء
904 ص: حدثنا محمد بن خزيمة ، قال: ثنا حجاج بن المنهال ، قال: ثنا همام ، قال: سمعت عطاء بن أبي رباح ، قال: أخبرني رجل منهم: "أن رجلا أتى النبي -عليه السلام- فسأله عن مواقيت الصلاة فأمره أن يشهد الصلاة معه، فصلى الصبح فعجل، ثم صلى الظهر فعجل، ثم صلى المغرب فعجل، ثم صلى العشاء فعجل، ثم صلى الصلوات كلها من الغد فأخر، ثم قال للرجل: ما بين صلاتين في هذين اليومين وقت كله" .


ش: رجاله رجال الصحيح ما خلا ابن خزيمة .

والظاهر من قوله: "أخبرني رجل منهم " - أي من الصحابة - جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-.

[ ص: 156 ] وأخرج عبد الرزاق في "مصنفه": عن ابن جريج ، قال: قلت لعطاء : "مواقيت الصلاة؟ قال: جاء رجل إلى النبي -عليه السلام- فقال: مواقيت الصلاة يا رسول الله؟ قال: احضر في الصلاة اليوم وغدا، فصلى الظهر حين زاغت الشمس، قال: ثم صلى العصر فعجلها، ثم صلى المغرب حين دخل الليل حين أفطر الصائم، وأما العتمة فلا أدري متى صلاها. قال غير عطاء : حين غاب الشفق. قال عطاء : ثم صلى الصبح حين طلع الفجر، قال: ثم صلى الظهر من الغد فلم يصلها حتى أبرد. قلت: الإبراد الأول؟ قال: بعد، وبعد ممسيا، قال: ثم صلى العصر بعد ذلك يؤخرها. قلت: فأي تأخير؟ قال: ممسيا قبل أن تدخل الشمس صفرة. قال: ثم صلى المغرب حين غاب الشفق. قال: ولا أدري أي وقت صلى العتمة. قال غيره: صلى لثلث الليل. قال عطاء : ثم صلى الصبح حين أسفر، فأسفر بها جدا. قلت: أي حين؟ قال: قبل حين تفريطها قبل أن يحين طلوع الشمس، ثم قال النبي -عليه السلام-: أين الذي سألني عن وقت الصلاة - يعني - فأتي به فقال -عليه السلام-: أحضرت معي الصلاة اليوم وأمس؟ قال: نعم. قال: فصلها ما بين ذلك. قال: ثم أقبل علي فقال: إني لأظنه كان يصليها فيما بين ذلك - يعني النبي -عليه السلام- .

قوله: "أن يشهد الصلاة" أي أن يحضرها؛ لأن معنى الشهود الحضور.

قوله: "فصلى الصبح فعجل..." إلى آخره، أراد أنه -عليه السلام- صلى في اليوم الأول الصلوات كلها في أول أوقاتها من غير تأخير، وصلى في اليوم الثاني في آخر وقتها من غير تفريط، وبين فعله -عليه السلام- أول الأوقات وآخرها وبقوله: "ما بين ذلك" حيث قال: "ما بين صلاتي في هذين اليومين وقت كله" ، فقوله: "ما بين" مبتدأ وخبره قوله: "وقت كله".

التالي السابق


الخدمات العلمية