صفحة جزء
52 ص: فإن قال قائل: فإن هشام بن حسان قد روى هذا الحديث عن محمد بن سيرين فلم يرفعه، وذكر في ذلك ما قد حدثنا أبو بكرة، قال: أخبرني وهب بن جرير ، قال: ثنا هشام بن حسان ، عن محمد ، عن أبي هريرة قال: " سؤر الهر يهراق ويغسل الإناء مرة أو مرتين" .

قيل له: ليس في هذا ما يجب به فساد حديث قرة ; ؛ لأن محمد بن سيرين قد كان يفعل هذا في أحاديث أبي هريرة يقفها عليه، فإذا سئل عنها هل هي عن النبي - عليه السلام -؟ رفعها.


ش: تقرير السؤال أن حديث عائشة المذكور مرفوع لم يقفه أحد، وحديث أبي هريرة وقفه هشام بن حسان ، فكيف يرجح على حديث عائشة ؟! والجواب ظاهر، و[قال] المحدثون في خبر يروى موقوفا على بعض الصحابة بطريق ومرفوعا إلى رسول الله - عليه السلام – بطريق: فإن كان يرويه عن رسول الله - عليه السلام - من هو في الطبقة العليا فإنه يثبت مرفوعا، وإن كان إنما يرويه عن رسول الله - عليه السلام - من ليس في الطبقة العليا ويرويه موقوفا من هو في الطبقة العليا فإنه يثبت موقوفا، وكذلك قالوا في المرسل والمسند، ولكن الفقهاء لم يأخذوا بهذا القول; لأن الترجيح عند أهل الفقه يكون بالحجة لا بأعيان الرجال .

[ ص: 154 ] وأخرجه الدارقطني أيضا موقوفا في إحدى رواياته: عن النيسابوري ، عن أحمد بن يوسف وإبراهيم بن هانئ ، كلاهما عن مسلم بن إبراهيم ، عن قرة ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة "في الهر يلغ في الإناء قال: اغسله مرة أو مرتين" وكذلك عن أيوب ، عن محمد ، عن أبي هريرة موقوفا.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه": عن معمر ، عن أيوب ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة "في الهر يلغ في الإناء قال: اغسله مرة وأهرقه" .

التالي السابق


الخدمات العلمية