صفحة جزء
992 ص: حدثنا ربيع بن سليمان المؤذن ، قال: ثنا خالد بن عبد الرحمن ، قال: ثنا ابن أبي ذئب ، عن الزبرقان : "أن رهطا من قريش اجتمعوا، فمر بهم زيد بن ثابت -رضي الله عنه- فأرسلوا إليه غلامين لهم يسألانه عن الصلاة الوسطى ، فقال: هي العصر، فقام رجلان إليه منهم فسألاه، فقال: هي الظهر، ثم انصرفا إلى أسامة بن زيد فسألاه، فقال: هي الظهر؛ إن رسول الله -عليه السلام- كان يصلي بالهجير ولا يكون وراءه إلا الصف والصفان، والناس في قائلتهم وتجارتهم، فأنزل الله - عز وجل -: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى فقال النبي -عليه السلام-: "لينتهين رجال؛ أو لأحرقن بيوتهم" .

حدثنا فهد ، قال: نا عمرو بن مرزوق ، قال: نا شعبة ، عن عمرو بن أبي حكيم ، عن الزبرقان ، عن عروة ، عن زيد بن ثابت قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي الظهر بالهجير - أو قال: بالهاجرة - وكانت أثقل الصلوات على أصحابه، فنزلت: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ؛ لأن قبلها صلاتين وبعدها صلاتين" .

[ ص: 287 ] حدثنا أبو بشر الرقي ، قال: ثنا حجاج بن محمد ، نا شعبة ، عن عمرو بن سليمان ، عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان ، عن أبيه، عن زيد بن ثابت قال: "هي الظهر" .

حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال: ثنا عفان ، قال: ثنا همام ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، عن ابن عمر ، عن زيد بن ثابت مثله.

حدثنا يونس ، قال: ثنا عبد الله بن وهب ، عن داود بن الحصين ، عن ابن اليربوع المخزومي : "أنه سمع زيد بن ثابت يقول ذلك".

حدثنا ابن معبد ، قال: ثنا المقرئ ، عن حيوة وابن لهيعة ، قالا: أنا أبو صخر ، أنه سمع يزيد بن عبد الله بن قسيط يقول: سمعت خارجة بن زيد بن ثابت ، يقول: "سمعت أبي يقول ذلك" .


ش: هذه ستة طرق صحاح عن زيد بن ثابت ، غير أن الطريق الأول منقطع؛ لأن الزبرقان بن عمرو بن أمية لم يسمع من زيد بن ثابت ولا من أسامة بن زيد ، وقد وثقه ابن حبان وغيره، وخالد بن عبد الرحمن الخراساني وثقه يحيى بن معين ، وابن أبي ذئب هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب روى له الجماعة.

وأخرجه أحمد في "مسنده": عن ابن أبي ذئب ، عن الزبرقان : "أن رهطا من قريش مر بهم زيد بن ثابت وهم مجتمعون، فأرسلوا إليه غلامين [لهم] يسألانه عن الصلاة الوسطى ..." إلى آخره نحوه سواء.

والرهط من الرجال ما دون العشرة، وقيل: إلى الأربعين ولا يكون فيهم امرأة، لا واحد له من لفظه، ويجمع على أرهط وأرهاط، وأراهط جمع الجمع، والهجير والهاجرة: اشتداد الحر نصف النهار، والقائلة: الاستراحة نصف النهار وإن لم يكن معها نوم، يقال: قال يقيل قيلولة فهو قائل، وقال الجوهري : القائلة هي الظهيرة [ ص: 288 ] يقال: أتانا عند القائلة، وقد تكون بمعنى القيلولة أيضا، وهي النوم في الظهيرة، يقال: قال يقيل قيلولة وقيلا ومقيلا وهو شاذ.

قوله: "لينتهين رجال" أي: لينتهين عن تضييع هذه الصلاة التي أمرهم الله - عز وجل - بالمحافظة عليها؛ أو لأحرقن بيوتهم.

والأصل في مثل هذا الموضع أن يقدر قبل "أو" مصدر وبعدها "أن" ناصبة للفعل، وهما في تأويل مصدر معطوف ب "أو" على المقدر قبلها.

فتقدير هذا الكلام: ليكونن انتهاء منهم عن تضييع هذه الصلاة؛ أو إحراق مني بيوتهم.

الطريق الثاني: عن فهد بن سليمان ... إلى آخره.

وأخرجه أبو داود : ثنا محمد بن المثنى ، نا محمد بن جعفر ، نا شعبة ، عن عمرو بن أبي حكيم ، قال: سمعت الزبرقان يحدث، عن عروة بن الزبير ، عن زيد بن ثابت ... إلى آخره نحوه.

وأخرجه البخاري أيضا في "تاريخه الكبير".

قوله: "وكانت أثقل الصلوات" لكونه -عليه السلام- كان يصليها في قوة الحر، ثم أبرد بعد ذلك، وأمر بالإبراد.

قوله: "لأن قبلها صلاتين" وهما الصبح والعشاء، وهما من وجه الليل، "وبعدها صلاتين" وهما العصر والمغرب، وهما من وجه النهار.

الثالث: عن أبي بشر عبد الملك بن مروان الرقي ، عن حجاج بن محمد الأعور المصيصي ، عن شعبة ... إلى آخره.

الرابع: عن ابن مرزوق ... إلى آخره.

[ ص: 289 ] وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا وكيع ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، عن ابن عمر ، عن زيد بن ثابت قال: "الصلاة الوسطى صلاة الظهر" .

الخامس: عن يونس بن عبد الأعلى البصري ، عن عبد الله بن وهب المصري ، عن داود بن الحصين ، عن عبد الرحمن بن سعيد بن اليربوع المخزومي ، عن زيد بن ثابت .

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه": عن مالك ، عن داود بن الحصين ، عن ابن اليربوع ، قال: سمعت زيد بن ثابت قال: "هي الظهر" .

السادس: عن علي بن معبد بن نوح ، وفي بعض النسخ عن إبراهيم بن منقذ العصفري عن عبد الله بن يزيد المقري ، عن حيوة بن شريح بن صفوان أبي زرعة المصري ، وعبد الله بن لهيعة ، كلاهما عن أبي صخر بن زياد الخراط المدني ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط بن أسامة بن عمير الليثي المدني الأعرج عن خارجة بن زيد بن ثابت أحد الفقهاء السبعة، عن أبيه زيد بن ثابت .

قوله: "يقول ذلك" أي يقول: إن الصلاة الوسطى هي الظهر. وهذا هو المشهور عن زيد بن ثابت ، وقال أبو عمر : وهو أثبت ما روي عنه.

التالي السابق


الخدمات العلمية