صفحة جزء
1065 ص: قالوا: ففي هذه الآثار ما يدل على تأخير رسول الله -عليه السلام- إياها، وعلى تنويره بها، وفي حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه كان يصلي في سائر الأيام صلاة [ ص: 386 ] الصبح في خلاف الوقت الذي يصلى فيه بمزدلفة ، وأن هذه الصلاة تحول عن وقتها .


ش: أي قال الجماعة الآخرون في هذه الأحاديث التي رويت عن عبد الله بن مسعود وأبي طريف وجابر بن عبد الله وأبي برزة ما يدل على أن النبي -عليه السلام- كان يؤخر صلاة الفجر إلى وقت الإسفار والتنوير ، وكذلك حديث عبد الله يدل على ذلك؛ لأنه قال: "كان -عليه السلام- يصلي في جميع الأيام صلاة الصبح في خلاف الوقت الذي كان يصليها فيه بمزدلفة ، وكان في مزدلفة يصليها في أول الوقت بالغلس" فيكون خلافه الإسفار والتنوير، وقال أيضا: "إن هذه الصلاة تحول عن وقتها" . يعني عن وقتها المعتاد، وهو الإسفار والتنوير؛ فدل أنه -عليه السلام- كان يستمر على الإسفار بها إلا في يوم مزدلفة وهذا ظاهر لا يخفى.

التالي السابق


الخدمات العلمية