صفحة جزء
1140 ص: حدثنا ابن أبي داود ، قال: ثنا عبد الله بن يوسف ، قال: ثنا مالك ، عن إسحاق بن أبي طلحة ، عن أنس -رضي الله عنه- قال: "كنا نصلي العصر، ثم يخرج الإنسان إلى بني عمرو بن عوف فيجدهم يصلون العصر" .

حدثنا ابن أبي داود ، قال: ثنا نعيم بن حماد ، قال: ثنا ابن المبارك ، قال: ثنا مالك بن أنس ، قال: حدثني الزهري وإسحاق بن عبد الله ، عن أنس بن مالك : "أن النبي -عليه السلام- كان يصلي العصر ثم يذهب الذاهب إلى قباء - قال أحدهما: وهم يصلون، وقال الآخر -: والشمس مرتفعة" .

حدثنا ابن أبي داود ، قال: ثنا عبد الله بن يوسف ، قال: ثنا مالك ، عن الزهري ، عن أنس (ح).

وحدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب ، أن مالكا حدثه، عن ابن شهاب ، عن أنس ، قال: "كنا نصلي العصر، ثم يذهب الذاهب إلى قباء فيأتيهم والشمس مرتفعة" .

[ ص: 471 ] حدثنا ابن أبي داود ، قال: ثنا نعيم ، قال: ثنا ابن المبارك ، قال: أنا معمر ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك : "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي العصر، فيذهب الذاهب إلى العوالي والشمس مرتفعة" . قال الزهري والعوالي على الميلين والثلاثة - وأحسبه قال: والأربعة -.

حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال: ثنا شعيب بن الليث ، عن أبيه، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك : "أن رسول الله -عليه السلام- كان يصلي العصر والشمس مرتفعة حية ، فيذهب الذاهب إلى العوالي والشمس مرتفعة" .

حدثنا ابن خزيمة ، قال: أنا عبد الله بن رجاء ، قال: أنا زائدة ، عن منصور ، عن ربعي ، قال: ثنا أبو الأبيض ، قال: ثنا أنس بن مالك قال: "كان رسول الله -عليه السلام- يصلي بنا العصر والشمس بيضاء، ثم أرجع إلى قومي وهم جلوس في ناحية المدينة ، فأقول لهم: قوموا فصلوا؛ فإن النبي -عليه السلام- قد صلى" .

قال أبو جعفر -عليه السلام-: فقد اختلف عن أنس بن مالك في هذا الحديث، فكان ما روى عاصم بن عمر بن قتادة وإسحاق بن عبد الله وأبو الأبيض عن أنس بن مالك يدل على التعجيل بها؛ لأن في حديثهم أن رسول الله -عليه السلام- كان يصليها، ثم يذهب الذاهب إلى المكان الذي ذكروا فيجدهم لم يصلوا العصر، ونحن نعلم أن أولئك لم يكونوا يصلونها إلا قبل اصفرار الشمس، فهذا دليل على التعجيل، وأما ما روى الزهري عنه فإنه قال: "كنا نصليها مع النبي -عليه السلام- ثم نأتي العوالي والشمس مرتفعة" ، فقد يجوز أن تكون مرتفعة قد اصفرت.

فقد اضطرب حديث أنس هذا؛ لأن معنى ما روى الزهري منه بخلاف ما روى إسحاق بن عبد الله ، وعاصم بن عمر ، وأبو الأبيض عن أنس .


ش: أخرج حديث أنس من سبع طرق رواتها كلهم ثقات: إلا أنه مضطرب، وأشار إلى وجه الاضطراب بقوله: "لأن معنى ما روى الزهري منه" أي من أنس "بخلاف ما روى إسحاق بن عبد الله ، وعاصم بن عمر ، وأبو الأبيض ، عن أنس "؛ لأن رواية هؤلاء تدل على التعجيل، ورواية الزهري تدل على التأخير [ ص: 472 ] جدا؛ لأن قوله: "والشمس مرتفعة" يجوز أن يكون ارتفاعها هو حالة اصفرارها؛ فإن منع الخصم يعني الاضطراب بالدليل، فجوابه ما ذكرناه.

الأول: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن عبد الله بن يوسف التنيسي شيخ البخاري .

عن مالك بن أنس .

عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة واسمه زيد بن سهل الأنصاري شيخ مالك في "الموطأ" روى له الجماعة.

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-.

وأخرجه البخاري : ثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك قال: "كنا نصلي العصر، ثم يخرج الإنسان إلى بني عمرو بن عوف فيجدهم يصلون العصر" .

وأخرجه مسلم : عن يحيى بن يحيى ، قال: قرأت على مالك ، عن إسحاق بن عبد الله ... إلى آخره.

قوله: (إلى بني عمرو بن عوف ) قال عياض : هم على ثلثي فرسخ من المدينة .

قوله: (يصلون العصر) جملة في محل النصب على أنها مفعول ثان لقوله: "فيجدهم".

الثاني: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن نعيم بن حماد أبي عبد الله المروزي الفارض الأعور ، عن عبد الله بن المبارك ، عن مالك بن أنس ، عن محمد بن مسلم الزهري وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، كلاهما عن أنس .

وأخرجه النسائي : أنا سويد بن نصر ، قال: ابنا عبد الله ، عن مالك ، قال:

[ ص: 473 ] حدثني الزهري وإسحاق بن عبد الله ، عن أنس -رضي الله عنه-: "أن رسول الله -عليه السلام- كان يصلي العصر ثم يذهب الذاهب إلى قباء ، فقال أحدهما. فيأتيهم وهم يصلون، وقال الآخر: والشمس مرتفعة" .

قوله: (قال أحدهما) أي أحد الاثنين من الزهري وإسحاق بن عبد الله .

الثالث: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي أيضا، عن عبد الله بن يوسف التنيسي ، عن مالك ، عن محمد بن مسلم الزهري ، عن أنس .

وأخرجه البخاري : ثنا عبد الله بن يوسف ، قال: أنا مالك ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك قال: "كنا نصلي العصر، ثم يذهب الذاهب منا إلى قباء فيأتيهم والشمس مرتفعة" .

الرابع: عن يونس بن عبد الأعلى المصري ، عن عبد الله بن وهب ، عن مالك ، عن الزهري ، عن أنس .

وأخرجه مسلم : عن يحيى بن يحيى ، قال: قرأت على مالك ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك قال: "كنا نصلي العصر، ثم يذهب الذاهب إلى قباء ، فيأتيهم والشمس مرتفعة" .

الخامس: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن نعيم بن حماد المروزي ، عن عبد الله بن المبارك ، عن معمر بن راشد الأزدي البصري ، عن محمد بن مسلم الزهري ، عن أنس بن مالك ... إلى آخره.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه": عن معمر ، عن الزهري ، قال: أخبرني أنس بن مالك : "أن رسول الله -عليه السلام- كان يصلي العصر، فيذهب الذاهب إلى العوالي والشمس مرتفعة . قال الزهري : والعوالي على ميلين أو ثلاثة، قال: وأحسبه قال: وأربعة".

[ ص: 474 ] وقال أبو داود : ثنا الحسن بن علي ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري قال: " والعوالي على ميلين أو ثلاثة، قال: وأحسبه قال: وأربعة" انتهى.

قلت: العوالي جمع عالية، والعوالي أماكن بأعلى أراضي المدينة ، والنسب إليها علوي على غير القياس، وأدناها من المدينة على أربعة أميال، وأبعدها من جهة نجد ثمانية. قاله ابن الأثير ، والذي يظهر من كلام الزهري أن أدناها من المدينة على ميلين، وقال عياض : فسر مالك العوالي بثلاثة أميال من المدينة ، قال غيره: وهي مفترقة، فأدناها ميلان، وأبعدها ثمانية أميال. وقال الجوهري : العالية: ما فوق نجد إلى أرض تهامة وإلى ما وراء مكة وهي الحجاز وما والاها، والنسبة إليها عالي، ويقال أيضا: علوي على غير قياس، ويقال: عالى الرجل وأعلى إذا أتى عالية نجد .

السادس: عن يونس بن عبد الأعلى المصري ، عن شعيب بن الليث ، عن أبيه الليث بن سعد ، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن أنس .

وأخرجه البخاري : ثنا أبو اليمان ، قال: أنا شعيب ، عن الزهري ، قال: حدثني أنس بن مالك قال: "كان رسول الله -عليه السلام- يصلي العصر والشمس مرتفعة حية، فيذهب الذاهب إلى العوالي فيأتيهم والشمس مرتفعة. وبعض العوالي من المدينة على أربعة أميال ونحوه" .

وأخرجه مسلم : ثنا قتيبة بن سعيد ، قال: ثنا ليث .

ونا محمد بن رمح ، قال: أنا الليث ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك أنه أخبره: "أن رسول الله -عليه السلام- كان يصلي العصر والشمس مرتفعة حية، فيذهب الذاهب إلى العوالي فيأتي العوالي والشمس مرتفعة" .

لم يذكر قتيبة : فيأتي العوالي .

[ ص: 475 ] وأخرجه أبو داود : عن قتيبة ، عن الليث ، نحوه.

وكذلك أخرجه النسائي : عن قتيبة نحوه.

وأخرجه ابن ماجه : عن محمد بن رمح ، عن الليث ، نحوه.

السابع: عن محمد بن خزيمة بن راشد ، عن عبد الله بن رجاء بن عمرو الغداني أبي عمرو البصري شيخ البخاري ، عن زائدة بن قدامة الكوفي ، عن منصور بن المعتمر ، عن ربعي بن حراش - بكسر الحاء المهملة وتخفيف الراء وفي آخره شين معجمة – عن أبي الأبيض العنسي الشامي وكنيته اسمه، ويقال: اسمه عيسى ، وثقه العجلي ، وروى له النسائي .

عن أنس بن مالك .

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا جرير بن عبد الحميد ، عن منصور ، عن ربعي بن حراش ، عن أبي الأبيض ، عن أنس قال: "كان رسول الله -عليه السلام- يصلي العصر والشمس بيضاء محلقة، ثم آتي عشيرتي في جانب المدينة لم يصلوا، فأقول: ما يجلسكم؟! صلوا؛ فقد صلى رسول الله -عليه السلام- .

وأخرجه النسائي : أنا إسحاق بن إبراهيم ، قال: أنا جرير ، عن منصور ، عن ربعي بن حراش ، عن أبي الأبيض ، عن أنس بن مالك قال: "كان رسول الله -عليه السلام- يصلي بنا - يعني العصر - والشمس بيضاء محلقة" انتهى.

قلت: "محلقة" بتشديد "اللام" المكسورة من حلق الطائر: ارتفع في طيرانه، وقيل: بفتح "اللام"، وقال ابن الأثير : محلقة: أي مرتفعة، والتحليق: الارتفاع،

[ ص: 476 ] ومنه: حلق الطائر في كبد السماء، أي صعد، وحكى الأزهري عن شمر قال: تحليق الشمس من أول النهار: ارتفاعها، وفي آخره انحدارها.

التالي السابق


الخدمات العلمية