صفحة جزء
1163 ص: حدثنا أبو بكرة ، قال: ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا عبد الحميد بن جعفر ، قال: ثنا محمد بن عمرو بن عطاء ، قال: سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب النبي -عليه السلام- أحدهم أبو قتادة قال: قال أبو حميد : "أنا أعلمكم بصلاة رسول الله -عليه السلام-، قالوا: لم؟ فوالله ما كنت أكثرنا له تبعة ولا أقدمنا له صحبة؟ فقال: بلى، قالوا: فأعرض، فقال: كان رسول الله -عليه السلام- إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ، قال: فقالوا جميعا: صدقت، هكذا كان يصلي" .


ش: إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح ما خلا أبا بكرة بكارا القاضي .

[ ص: 506 ] واسم أبي عاصم الضحاك بن مخلد .

وأخرجه أبو داود مطولا: ثنا أحمد بن حنبل ، ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد .

ونا مسدد ، نا يحيى - وهذا حديث أحمد – أنا عبد الحميد - يعني ابن جعفر - قال: أخبرني محمد بن عمرو بن عطاء ، قال: سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب النبي -عليه السلام- منهم أبو قتادة ، قال أبو حميد : "أنا أعلمكم بصلاة رسول الله -عليه السلام-، قالوا: فلم؟ فوالله ما كنت بأكثرنا له تبعة ولا أقدمنا له صحبة؟ قال: إلى، قالوا: فاعرض، قال: كان رسول الله -عليه السلام- إذا قام إلى الصلاة يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ، ثم يكبر حتى يقر كل عظم في موضعه معتدلا، ثم يقرأ، ثم يكبر ويرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم يركع ويضع راحتيه على ركبتيه، ثم يعتدل فلا يصب رأسه ولا يقنع، ثم يرفع رأسه فيقول: سمع الله لمن حمده، ثم يرفع يديه حتى يحاذي منكبيه معتدلا، ثم يقول: الله أكبر، ثم يهوي إلى الأرض فيجافي يديه عن جنبيه، ثم يرفع رأسه ويثني رجله اليسرى فيقعد عليها، ويفتخ أصابع رجليه إذا سجد، ثم يسجد، ثم يقول: الله أكبر، ويرفع ويثني رجله اليسرى فيقعد عليها، حتى يرجع كل عظم إلى موضعه، ثم يصنع في الأخرى مثل ذلك، ثم إذا قام من الركعتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما كبر عند افتتاح الصلاة، ثم يصنع مثل ذلك في بقية صلاته، حتى إذا كانت السجدة التي فيها التسليم أخر رجله اليسرى وقعد متوركا على شقه الأيسر. قالوا: صدقت، هكذا كان يصلي ".

وأخرجه الترمذي أيضا: ثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى ، قالا: ثنا يحيى بن سعيد القطان ، قال: نا عبد الحميد بن جعفر ، قال: نا محمد بن عمرو بن [ ص: 507 ] عطاء ، عن أبي حميد الساعدي ، قال: سمعته - وهو في عشرة من أصحاب النبي -عليه السلام- أحدهم أبو قتادة بن ربعي - يقول: "أنا أعلمكم بصلاة رسول الله -عليه السلام-. قالوا: ما كنت أقدمنا له صحبة ولا أكثرنا له إتيانا، قال: بلى، قالوا: فأعرض، فقال: كان رسول الله -عليه السلام- إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائما ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه. فإذا أراد أن يركع رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم قال: الله أكبر ويركع، ثم اعتدل ولم يصوب رأسه ولم يقنع، ووضع يديه على ركبتيه، ثم قال: سمع الله لمن حمده ورفع يديه واعتدل حتى يرجع كل عضو في موضعه معتدلا، ثم هوى إلى الأرض ساجدا، ثم قال: الله أكبر، ثم جافى عضديه عن إبطيه، وفتح أصابع رجليه، ثم ثنى رجله اليسرى، وقعد عليها، ثم اعتدل حتى يرجع كل عظم في موضعه معتدلا، ثم هوى ساجدا ثم قال: الله أكبر ثم ثنى رجله وقعد واعتدل حتى يرجع كل عظم في موضعه، ثم نهض، ثم صنع في الركعة الثانية مثل ذلك، حتى إذا قام من السجدتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما صنع حين افتتح الصلاة، ثم صنع كذلك، حتى كانت الركعة التي تنقضي فيها صلاته أخر رجله اليسرى وقعد على شقه متوركا، ثم سلم ".

قال: أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه البخاري مختصرا: ثنا يحيى بن بكير ، قال: ثنا الليث ، عن خالد ، عن سعيد ، عن محمد بن عمرو بن حلحلة ، عن محمد بن عمرو بن عطاء .

ونا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ويزيد بن محمد ، عن محمد بن عمرو بن حلحلة ، عن محمد بن عمرو بن عطاء : "أنه كان جالسا مع نفر من أصحاب النبي -عليه السلام- فذكرنا صلاة النبي -عليه السلام-، فقال أبو حميد الساعدي : أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله -عليه السلام-؛ رأيته إذا كبر جعل يديه حذاء منكبيه، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه، ثم هصر ظهره، فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه، فإذا [ ص: 508 ] سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما، واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة، فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى، وإذا جلس في الركعة الآخرة قدم رجله اليسرى ونصب الأخرى، وقعد على مقعدته ".

قوله: (في عشرة من أصحاب النبي -عليه السلام-) أي: بين عشرة، وكلمة "في" تجيء بمعنى بين كما في قوله تعالى،: فادخلي في عبادي أي: بين عبادي، ومحلها النصب على الحال، أي: سمعته حال كونه جالسا بين عشرة أنفس من الصحابة منهم أبو قتادة الحارث بن ربعي .

قوله: (لم) بتسكين الميم، ومعناه لم تقول هذا القول؟ فوالله ما كنت أكثرنا له تبعة أي اتباعا، والتبعة - بفتح التاء المثناة من فوق وكسر الباء - اسم للاتباع، وكذلك التبعة - بضم التاء وسكون الباء، والتباعة بالفتح، وانتصابها على التمييز، وكذلك صحبة.

قوله: (حتى يقر) من القرار من باب ضرب يضرب والمعنى حتى يستقر كل عظم في موضعه ويثبت.

قوله: (فلا ينصب رأسه) يعني فلا يميلها إلى أسفل، وفي بعض الرواية: "فلا ينصب" من الانصباب.

قوله: (ولا يقنع ) من الإقناع، يعني لا يرفع رأسه حتى يكون أعلى من ظهره.

قوله: (ثم يهوي) أي: ينزل، ومصدره هوي.

قوله: (فيجافي) أي: يباعد.

قوله: (ويثني رجله) من ثنيت الشيء ثنيا إذا عطفته.

قوله: (ويفتخ) بالخاء المعجمة، أي يضم أصابع رجليه ويغمز موضع المفاصل منها ويثنيها إلى باطن الرجل، فيوجهها نحو القبلة.

[ ص: 509 ] قوله: (متوركا) حال من الضمير الذي من "قعد"، والتورك أن يجلس على إليتيه، وينصب رجله اليمنى، ويخرج اليسرى من تحتها.

قوله: (ثم هصر ظهره) بتخفيف الصاد المهملة، أي ثناه وعطفه للركوع، وأصل الهصر: الكسر، وقد هصره واهتصره بمعنى.

قوله: (كل فقار) بفتح الفاء ثم القاف وفقار الظهر خرزاته، والواحدة منها فقارة.

التالي السابق


الخدمات العلمية