صفحة جزء
1263 [ ص: 56 ] ص: حدثنا فهد بن سليمان ، قال: ثنا موسى بن داود ، قال: ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن حميد ، عن أنس ، عن أم الفضل بنت الحارث قالت: " صلى بنا رسول الله - عليه السلام - في بيته المغرب في ثوب واحد، متوشحا به، فقرأ والمرسلات، ما صلى بعدها صلاة حتى قبض - عليه السلام -".


ش: إسناده صحيح على شرط مسلم ، وموسى بن داود الضبي الخلقاني قاضي المصيصة، قال الدراقطني: كان مصنفا مكثرا مأمونا روى له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه .

وعبد العزيز هو ابن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، وحميد هو الطويل .

وأخرجه النسائي : أنا عمرو بن منصور، قال: نا موسى بن داود، قال: ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون ، عن حميد ، عن أنس ، عن أم الفضل بنت الحارث قالت: "صلى بنا رسول الله - عليه السلام - في بيته المغرب، فقرأ المرسلات، ما صلى بعدها صلاة حتى قبض - عليه السلام -".

قوله: "متوشحا"، حال من الرسول - عليه السلام -، والتوشح التغشي، والأصل فيه من الوشاح، وهو شيء ينسج، عريضا من أديم، وربما رصع بالجوهر والخرز، وتشده المرأة بين عاتقيها وكشحيها، ويقال فيه: وشاح، وأشاح، وقال الجوهري: ربما قالوا: توشح الرجل بثوبه وبسيفه. وقال ابن سيده: التوشح أن يتشح بالثوب ثم يخرج طرفه الذي ألقاه على عاتقه الأيسر من تحت يده اليمنى ثم يعقد طرفيهما على صدره، وقد وشحه الثوب.

وقال الزهري في حديثه: الملتحف: المتوشح، وهو المخالف بين طرفيه على عاتقه، وهو الاشتمال على منكبيه.

قوله: "ما صلى بعدها" أي بعد صلاة المغرب، وهذا يدل على أنه - عليه السلام - قبض بين المغرب والعشاء، ولكن المشهور المنقول عن الجمهور أنه توفي يوم الاثنين لليلتين [ ص: 57 ] خلتا من ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، وقيل: ليلة خلت منه، وقال ابن إسحاق: لاثنتي عشرة ليلة خلت منه، في اليوم الذي قدم فيه المدينة، وقال عروة في مغازيه: توفي رسول الله - عليه السلام - وهو في صدر عائشة - رضي الله عنها - وفي يومها يوم الاثنين حين زاغت الشمس لهلال ربيع الأول، وعن الأوزاعي: توفي رسول الله - عليه السلام - يوم الاثنين قبل أن ينشب النهار، ويقال: توفي رسول الله - عليه السلام - حين اشتد الضحى يوم الاثنين، وقيل: عند زوال الشمس، والله أعلم.

قلت: المعنى في الحديث أنه ما صلى بعدها صلاة بالجماعة، أو ما صلى بعدها صلاة مغرب أخرى; لأنه - عليه السلام - لم يلحق إلى المغرب الأخرى فقبض - عليه السلام -، فافهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية