صفحة جزء
1320 ص: قال أبو جعفر : -رحمه الله-: فذهب قوم إلى هذا، فكانوا لا يكبرون في الصلاة إذا خفضوا، ويكبرون إذا رفعوا، وكذلك كانت بنو أمية تفعل.


ش: أراد بالقوم هؤلاء: عمر بن عبد العزيز ومحمد بن سيرين والقاسم وسالم بن عبد الله وسعيد بن جبير وقتادة; فإنهم ذهبوا إلى هذا الأثر وكانوا لا يكبرون في الصلاة إذا خفضوا.

وقال ابن أبي شيبة في "مصنفه" : ثنا أبو داود ، عن شعبة ، عن الحسن بن عمران: "أن عمر بن عبد العزيز كان لا يتم التكبير".

[ ص: 130 ] حدثنا يحيى بن سعيد ، عن عبيد الله بن عمر قال: "صليت خلف القاسم وسالم فكانا لا يتمان التكبير".

حدثنا غندر ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة قال: "صليت مع سعيد بن جبير فكان لا يتم التكبير".

ويحكى هذا عن ابن عمر، وقال ابن بطال: كان ابن عمر ينقص التكبير.

وقال ابن أبي شيبة في "مصنفه" : ثنا عبدة بن سليمان ، عن مسعر ، عن يزيد الفقير قال: "كان ابن عمر ينقص التكبير في الصلاة، قال مسعر: إذا انحط بعد الركوع للسجود لم يكبر، فإذا أراد أن يسجد الثانية لم يكبر".

ويحكى عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أيضا.

وأخرج عبد الرزاق في "مصنفه" : عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي الوليد، قال: أخبرني شعبة بن الحجاج ، عن رجل، عن ابن أبزى ، عن أبيه: "أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أمهم فلم يكبر هذا التكبير".

ويحكى عن ابن عباس أيضا.

وأخرج عبد الرزاق : عن ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر بن زيد قال: "صليت مع ابن عباس بالبصرة فلم يكبر هذا التكبير بالرفع والخفض".

قلت: المشهور عن هؤلاء الصحابة التكبير في الخفض والرفع، وروايات هؤلاء محمولة على أنهم قد تركوه أحيانا; بيانا للجواز، أو الراوي لم يسمع ذلك منهم لخفاء الصوت.

[ ص: 131 ] قوله: "وكذلك كانت بنو أمية تفعل" أي كانوا يتركون التكبير في الخفض، وهم مثل معاوية وزياد وعمر بن عبد العزيز .

قال ابن أبي شيبة : حدثنا جرير ، عن منصور، عن إبراهيم قال: "أول من نقص التكبير زياد".

وقال الطبري: "إن أبا هريرة سئل: من أول من ترك التكبير إذا رفع رأسه وإذا وضعه؟ قال: معاوية".

وقال أبو عبد الله العدني في "مسنده": حدثنا بشر بن السري، ثنا إسرائيل ، عن ثوير ، عن أبيه، عن عبد الله قال: "أول من نقص التكبير الوليد بن عقبة، فقال عبد الله: نقصوها نقصهم الله، فقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكبر كلما ركع، وكلما سجد، وكلما رفع رأسه".

التالي السابق


الخدمات العلمية