صفحة جزء
1376 ص: حدثنا ربيع الجيزي، قال: ثنا أبو زرعة ، قال: أنا حيوة ، قال: سمعت ابن عجلان يحدث، عن سمي ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: " اشتكى الناس إلى النبي - عليه السلام - التفرج في الصلاة، فقال - عليه السلام -: استعينوا بالركب". .


ش: إسناده صحيح، وأبو زرعة وهب الله بن راشد الحجري المصري المؤذن ، وحيوة بن شريح بن صفوان بن مالك التجيبي المصري ، وابن عجلان هو محمد بن عجلان المدني، وسمي القرشي المدني روى له الجماعة، وأبو صالح ذكوان الزيات .

وأخرجه أبو داود في باب: رخصة افتراش اليدين في السجدة: ثنا قتيبة بن سعيد، نا الليث ، عن ابن عجلان ، عن سمي ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال: "اشتكى أصحاب النبي - عليه السلام - مشقة السجود عليهم إذا انفرجوا، فقال: استعينوا بالركب".

[ ص: 209 ] وأخرجه الترمذي في الاعتماد في السجود: ثنا قتيبة ... إلى آخره نحوه. غير أن لفظه: "اشتكى بعض أصحاب النبي - عليه السلام - إلى النبي - عليه السلام - مشقة السجود عليهم إذا تفرجوا، فقال: استعينوا بالركب". قال أبو عيسى: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي - عليه السلام - إلا من هذا الوجه من حديث الليث عن ابن عجلان، وقد رواه سفيان بن عيينة وغير واحد عن سمي ، عن النعمان بن أبي عياش ، عن النبي - عليه السلام - نحو هذا وكأن رواية هؤلاء أصح من رواية الليث. انتهى.

قلت: هذا مرسل وقال البخاري: هذا بإرساله أصح.

وأخرجه البيهقي في "سننه الكبير" : من حديث ابن عيينة ، عن سمي ، عن النعمان بن أبي عياش قال: "شكوا إلى رسول الله - عليه السلام - الاعتماد والادعام في الصلاة، فرخص لهم أن يستعين الرجل بمرفقيه على ركبتيه أو فخذيه". انتهى.

قلت: النعمان بن أبي عياش الزرقي الأنصاري من التابعين، روى عن عبد الله بن عمرو وأبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله، وعن يحيى: أنه ثقة.

فإن قلت: لم يستدل أحد غير الطحاوي بهذا الحديث على وضع الأيدي على الركب في الركوع، فهذا أبو داود والترمذي بوباه لما ذكرنا، ومحمد بن عجلان فسر قوله: "استعينوا بالركب" وقال: معناه أن يضع مرفقيه على ركبتيه إذا طال السجود وأعيا.

قلت: قوله - عليه السلام -: "استعينوا بالركب" أعم من أن يكون في الركوع أو في السجود، أي استعينوا بأخذ الركب، والمعنى بوضع الأيدي على الركب.

قوله: "اشتكى الناس" من شكا يشكو يقال: شكوت فلانا أشكوه شكوا وشكاية وشكية وشكاة.

[ ص: 210 ] وقوله: "التفرج" مفعوله; وأراد به الانفراج.

فإن قلت: قد سكت الترمذي عن هذا، فكيف قلت: إنه صحيح؟

قلت: الحديث أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"، والحاكم في "مستدركه"، وقال: صحيح على شرط مسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية