صفحة جزء
1406 1407 ص: حدثنا يزيد بن سنان، قال: ثنا يحيى بن سعيد ، قال: ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن مطرف ، عن عائشة - رضي الله عنها -: "أن النبي - عليه السلام - كان يقول في ركوعه وسجوده: سبوح قدوس رب الملائكة والروح". ) .

حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا سعيد بن عامر، قال: ثنا شعبة ، عن قتادة ... فذكر مثله بإسناده.


ش: هذان طريقان صحيحان ويحيى بن سعيد هو القطان ، ومطرف بن عبد الله بن الشخير والكل رجال الصحيح ما خلا شيخي الطحاوي .

فكالأول أخرجه مسلم : ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا محمد بن بشر، قال: نا سعيد بن أبي عروبة،عن قتادة ، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، أن عائشة نبأته: "أن رسول الله - عليه السلام - ... " إلى آخره نحوه.

وكالثاني أخرجه النسائي : أنا بندار محمد بن بشار، قال: ثنا يحيى بن سعيد القطان وابن أبي عدي، قالا: ثنا شعبة ، عن قتادة ... إلى آخره نحوه.

[ ص: 257 ] وقال أبو داود : ثنا مسلم بن إبراهيم، نا هشام ، عن قتادة ، عن مطرف ، عن عائشة ... إلى آخره نحوه.

قوله: "سبوح قدوس" يرويان بالضم والفتح، والفتح أقيس، والضم أكثر استعمالا، وقال الخطابي: لم يأت من الأسماء على فعول -بضم الفاء- إلا سبوح وقدوس وقد يفتحان كسفود، وكلوب، وقال ثعلب: كل اسم على فعول فهو مفتوح الأول إلا السبوح والقدوس فإن الضم فيهما أكثر، وكذلك الروح، وقال أبو الحسن الهنائي: ومعنى سبوح قدوس: تسبيح وتقديس وتعظيم، ويقال: القدوس: الطاهر من العيب. وقال ابن فارس وغيره: معنى السبوح: المسبح أي المبرأ من النقائض والشريك وكل ما لا يليق بالإلهية، ومعنى القدوس: المقدس أي المطهر من كل ما لا يليق بالخالق. وقال الهروي: قيل: القدوس: المبارك.

قوله: "رب الملائكة والروح" قيل: الروح: ملك عظيم، وقيل: خلق لا تراهم الملائكة كما لا نرى نحن الملائكة، وقيل: يحتمل أن يكون جبريل - عليه السلام -، وقيل: الروح صنف من الملائكة، وقيل: يحتمل أن يراد الروح الذي به قوام كل حي، أي رب الملائكة ورب الروح.

فإن قيل: ما موقع قوله: "سبوح قدوس" من الإعراب؟

قلت: هما خبرا مبتدأ محذوف تقديره ركوعي وسجودي لمن هو سبوح قدوس، وقال القاضي عياض: وقيل فيه: سبوحا قدوسا على تقدير أسبح سبوحا أو أذكر أو أعظم أو أعبد أو نحو ذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية