صفحة جزء
1567 ص: وخالفه في ذلك أيضا عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -، فروي عنه، عن النبي - عليه السلام - في ذلك ما حدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا شعيب بن الليث ، وأسد بن موسى ، قالا: ثنا الليث بن سعد ، عن أبي الزبير ، عن سعيد بن جبير ، وطاوس ، عن ابن عباس قال: " كان رسول الله - عليه السلام - يعلمنا التشهد كما يعلمنا القرآن، فكان يقول: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".


ش: أي خالف عمر- رضي الله عنه - في تشهده المذكور أيضا عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -.

وأخرج حديثه بإسناد صحيح، وأبو الزبير محمد بن مسلم المكي .

وأخرجه مسلم : ثنا قتيبة بن سعيد، قال: نا الليث .

وثنا محمد بن رمح بن المهاجر، قال: أنا الليث ، عن أبي الزبير ، عن سعيد بن جبير .

وعن طاوس ، عن ابن عباس أنه قال: "كان رسول الله - عليه السلام - يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن، فكان يقول: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، [ ص: 464 ] السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله" وفي رواية ابن رمح: "كما يعلمنا القرآن".

وأخرجه أبو داود ، والترمذي كلاهما أيضا عن قتيبة ... إلى آخره نحوه.

وأخرجه النسائي أيضا: عن قتيبة، ولكن آخره نحو رواية الطحاوي: "وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".

وأخرجه ابن ماجه : عن محمد بن رمح ، عن الليث ، عن أبي الزبير ... إلى آخره، نحو رواية الطحاوي .

وقال الشيخ محيي الدين النووي -رحمه الله-: التقدير: التحيات والمباركات والصلوات والطيبات، كما في حديث ابن مسعود وغيره، ولكن حذفت الواو اختصارا.

قلت: حذف واو العطف لا يجوز عند الجمهور، وبعضهم جوزه في الضرورة، ولا ضرورة هنا، ولا فائدة في اختصارها، ويقال: في حديث ابن عباس اضطراب، فمن اضطرابه: أن الشافعي: رواه بتنكير السلام، وأحمد بتعريفه، وقال الشافعي وأحمد: "وأن محمدا"، وفي رواية مسلم وغيره: "وأشهد أن محمدا"، وفي رواية لمسلم: "وأن محمدا"، و"السلام" معرفة.

فإن قالوا: رجحناه لزيادة: "المباركات"; لموافقتها الآية الكريمة: تحية من عند الله مباركة

[ ص: 465 ] فيقال: لم يشرع في السلام: حياكم الله، وإن وافق ذلك لفظ القرآن في قوله تعالى: حييتم بتحية فحيوا بأحسن وفي حديث جابر زيادات كان ينبغي أن تعتد وكذا في حديث علي - رضي الله عنه - على ما نذكره إن شاء الله تعالى.

التالي السابق


الخدمات العلمية