صفحة جزء
1587 1588 ص: وقد وافقه على ذلك غير واحد من أصحاب النبي - عليه السلام -.

فحدثنا فهد، قال: ثنا أحمد بن يونس، قال: ثنا أبو بكر بن عياش ، عن أبي إسحاق ، عن بريد بن أبي مريم ، عن أبي موسى قال: " صلى بنا علي - رضي الله عنه - يوم الجمل صلاة ذكرنا صلاة رسول الله - عليه السلام -; إما أن نكون نسيناها، وإما تركناها عمدا، فكان يكبر في كل خفض ورفع، ويسلم عن يمينه وعن شماله".


[ ص: 493 ] ش: أي قد وافق سعد بن أبي وقاص على قوله: إنه - عليه السلام - كان يسلم تسليمتين غير واحد من الصحابة - رضي الله عنهم -، ثم بين ذلك بالفاء التفصيلية، بقوله: "فحدثنا ... إلى آخره" وهذا الحديث ذكره في باب "الخفض في الصلاة هل فيه تكبير"، ولكن في الإسنادين بعض اختلاف; لأنه أخرجه هناك عن ربيع المؤذن ، عن أسد ، عن إسرائيل عن أبي إسحاق، وها هنا عن فهد بن سليمان ، عن أحمد بن يونس شيخ البخاري ، عن أبي بكر بن عياش الحناط -بالنون- المقرئ ، عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، عن بريد -بضم الباء الموحدة، وفتح الراء المهملة، وسكون الياء آخر الحروف- ابن أبي مريم، واسمه مالك بن ربيعة السلولي البصري، وأبوه له صحبة، وبريد وثقه ابن معين وأبو زرعة. وروى له الأربعة.

وأبو موسى الأشعري اسمه عبد الله بن قيس، وقد ذكرنا هناك أن هذا أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" عن أبي بكر بن عياش ... إلى آخره.

ويوم الجمل يوم مشهود مشهور، كان في سنة ست وثلاثين من الهجرة، وهو اليوم الذي تلاقت فيه عسكر عائشة مع عسكر علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - على المربد من أرض البصرة، وكانت عائشة تحمل في هودج على جمل يسمى عسكرا، اشتراه يعلى بن أمية من رجل من عرينة بمائتي دينار، فلذلك قيل: يوم الجمل وأضيف إليه.

قوله: "ذكرنا" بالتشديد، من التذكير.

التالي السابق


الخدمات العلمية