صفحة جزء
1896 ص: حدثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: ثنا وهب بن جرير، قال: ثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن شرحبيل بن السمط قال: "قلنا لكعب بن مرة أو مرة بن كعب: : حدثنا حديثا سمعته من رسول الله - عليه السلام - -لله أبوك- واحذر. قال: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مضر، فأتيته، فقلت: يا رسول الله، إن الله قد نصرك واستجاب لك، وإن قومك هلكوا فادع الله لهم. فقال: اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا طبقا غدقا عاجلا غير رايث نافعا غير ضار. قال: فما كان إلا جمعة أو نحوها حتى مطروا". .


ش: رجاله كلهم ثقات، وسالم بن أبي الجعد رافع الأشجعي الكوفي روى له الجماعة، وقال أبو داود: سالم لم يسمع من شرحبيل .

وشرحبيل بن السمط بن الأسود أبو السمط الشامي مختلف في صحبته، ذكره عبد الغني في التابعين، وقال: ويقال: له صحبة من النبي - عليه السلام -. روى له الجماعة سوى البخاري .

[ ص: 288 ] وكعب بن مرة -وقيل: مرة بن كعب- البهزي الصحابي، لم يخرج له الشيخان شيئا، وقال ابن أبي حاتم: كعب بن مرة البهزي له صحبة، سكن الأردن من مدن الشام، ومات بها سنة تسع وخمسين، روى عنه شرحبيل بن السمط .

وقال ابن عبد البر: له أحاديث يرويها أهل الكوفة، عن شرحبيل بن السمط ، عن كعب بن مرة، وأهل الشام يروونها عن شرحبيل ، عن عمرو ابن عبسة، والله أعلم.

والحديث أخرجه البيهقي في "سننه" : من حديث شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن شرحبيل بن السمط أنه قال لكعب بن مرة أو مرة بن كعب: "حدثنا حديثا سمعته من رسول الله - عليه السلام -. قال: سمعت رسول الله - عليه السلام - دعا على مضر، فأتيته، فقلت: يا رسول الله، إن الله قد أعطاك واستجاب لك ... " إلى آخره نحوه، غير أن في لفظه: "حتى سقوا" موضع "حتى مطروا".

قوله: "غيثا" أي مطرا.

قوله: "مغيثا" من الإغاثة وهي الإعانة.

قوله: "مريئا" أي هنيئا صالحا كالطعام يمرر، معناه الخلو عن كل ما ينغصه كالهدم والغرق ونحوهما، ويقال: مرأني الطعام، وأمرأني إذا لم يثقل على المعدة، وانحدر عنها طيبا، قال الفراء: يقال: هنأني الطعام ومرأني بغير ألف، فإذا أفردوها عن هنأني قالوا: أمرأني.

قلت: يحتمل أن يكون هنا بلا همز ومعناه: مدرارا، من قولهم: ناقة مري. أي كثيرة اللبن، ولا أحققه رواية.

قوله: "مريعا" بفتح الميم وكسر الراء وسكون الياء آخر الحروف، وبعدها عين مهملة: أي مخصبا ناجعا من مرع الوادي مراعة، يقال: مكان مريع أي خصيب، ويروى بضم الميم من أمرع المكان إذا أخصب، ويروى بالباء الموحدة من أربع

[ ص: 289 ] الغيث إذا أنبت الربيع، ويروى بالتاء المثناة من فوق أي: ينبت الله فيه ما ترتع فيه المواشي، ومن كلامهم غيث مربع مرتع.

قوله: "طبقا" بفتح الطاء والباء الموحدة، أي: مالئا للأرض مغطيا لها، يقال: غيث طبق أي: عام واسع.

قوله: "غدقا" بفتح الغين المعجمة والدال المهملة وهو المطر الكبار القطر، يقال: أغدق المطر يغدق إغداقا فهو مغدق، وفي بعض الروايات "اسقنا غيثا غدقا مغدقا".

قوله: "غير رائث" أي: غير آجل من راث يريث إذا أبطأ، قال ابن الأثير: معناه: غير بطيء متأخر.

التالي السابق


الخدمات العلمية