صفحة جزء
1996 1997 1998 1999 ص: حدثنا ربيع المؤذن ، قال: ثنا أسد ، قال: ثنا أسباط ، عن مطرف ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي - رضي الله عنه - قال: " كان النبي - عليه السلام - يوتر أول الليل وفي وسطه وفي آخره، ثم ثبت له الوتر في آخره". .

حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا سعيد بن عامر وعفان، قالا: ثنا شعبة ، قال: أبو إسحاق : أنبأني غير مرة، قال: سمعت عاصم بن ضمرة يحدث، عن علي - رضي الله عنه - عن النبي - عليه السلام - مثله.

حدثنا ربيع الجيزي ، قال: ثنا يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد، قال: ثنا إبراهيم بن طهمان ، عن أبي إسحاق ..... فذكر بإسناده مثله.

حدثنا أبو أمية ، قال: ثنا عبيد الله بن موسى ، قال: أنا إسرائيل .

وقال مرة أخرى: أخبرنا أبو إسرائيل ، عن السدي ، عن عبد خير ، قال: " خرج علينا علي - رضي الله عنه - ونحن في المسجد فقال: أين السائل عن الوتر؟ ؟ فانتهينا إليه، فقال: إن رسول الله - عليه السلام - كان يوتر أول الليل، ثم بدا له فأوتر وسطه، ثم ثبت له الوتر في هذه الساعة. قال: وذاك عند طلوع الفجر". .

قال أبو جعفر -رحمه الله-: وهذا عندنا على قرب طلوع الفجر قبل أن يطلع الفجر; حتى يستوي معنى هذا الحديث ومعنى حديث عاصم بن ضمرة. .


ش: هذه أربعة أسانيد:

الأول: عن ربيع بن سليمان المؤذن صاحب الشافعي وشيخ أبي داود والنسائي وابن ماجه ، عن أسد بن موسى الثقة ، عن أسباط بن محمد القرشي الكوفي روى له الجماعة، عن مطرف بن طريف الحارثي الكوفي روى له الجماعة، عن أبي إسحاق [ ص: 406 ] عمرو بن عبد الله السبيعي روى له الجماعة، عن عاصم بن ضمرة السلولي الكوفي روى له الأربعة، ووثقه العجلي وابن المديني .

وأخرجه أحمد في "مسنده" : ثنا محمد بن فضيل، نا مطرف ، عن أبي إسحاق ... إلى آخره نحوه.

قوله: "يوتر في أول الليل" أراد به بعد صلاة العشاء الآخرة، وقد علم بذلك أن وقت الوتر ما بين صلاة العشاء وطلوع الفجر، ففعله - عليه السلام - أول الليل وأوسطه; بيان للجواز، وتأخيره إلى آخر الليل; تنبيه على الأفضل لمن يثق بالانتباه، وكان بعض السلف يوترون أول الليل، منهم: أبو بكر وعثمان وأبو هريرة ورافع بن خديج .

وبعضهم يوترون آخر الليل، منهم: عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وابن مسعود وأبو الدرداء وابن عباس وابن عمر وغيرهم من التابعين.

وأما أمره - عليه السلام - لأبي هريرة قبل النوم بالوتر فهو اختيار منه له حين خشي أن يستولي عليه النوم، فأمره بالأخذ بالثقة. والترغيب في الوتر في آخر الليل هو لمن قوي عليه ولم تكن عادته أن تغلبه عيناه.

قوله: "وفي وسطه" بسكون السين، والفرق بينه وبين الوسط بالتحريك أن الوسط بالسكون يقال في مكان متفرق الأجزاء غير متصل كالناس والدواب وغير ذلك، فإذا كان متصل الأجزاء كالدار والرأس فهو بالفتح، وقيل: كل ما يصلح فيه "بين" فهو بالسكون، وما لا يصلح فيه "بين" فهو بالفتح، وقيل: كل منهما يقع موقع الآخر، وكأنه الأشبه.

الثاني: عن إبراهيم بن مرزوق ، عن سعيد بن عامر الضبعي وعفان بن مسلم كلاهما، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ... إلى آخره.

[ ص: 407 ] وأخرجه ابن ماجه : ثنا علي بن محمد، نا وكيع، وثنا محمد بن بشار، نا محمد ابن جعفر، قالا: نا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي قال: "من كل الليل قد أوتر رسول الله - عليه السلام -، من أوله وأوسطه، وانتهى وتره إلى السحر".

الثالث: عن ربيع بن سليمان الجيزي الأعرج ، عن يعقوب بن إسحاق بن عباد العبدي البصري ، عن إبراهيم بن طهمان بن شعبة الخراساني ، عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -.

وهذا أيضا إسناد صحيح.

الرابع: عن أبي أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم ، عن عبيد الله بن موسى بن أبي المختار الكوفي شيخ البخاري وأحمد ، عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي روى له الجماعة، عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي أبي محمد الكوفي الأعور روى له الجماعة إلا البخاري، كان يقعد في سدة باب الجامع بالكوفة فسمي السدي .

وهو يروي عن عبد خير بن يزيد أي عمارة الكوفي روى له الأربعة، قال العجلي: كوفي تابعي ثقة.

وأخرجه أحمد في "مسنده" : نا غسان بن الربيع، نا أبو إسرائيل ، عن السدي ، عن عبد خير قال: "خرج علينا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ونحن في المسجد، فقال: أين السائل عن الوتر؟ فمن كان منا في ركعة شفع إليها أخرى حتى اجتمعنا إليه، فقال: إن رسول الله - عليه السلام - كان يوتر في أول الليل ثم أوتر في وسطه، ثم أثبت الوتر في هذه الساعة. قال: وذلك عند طلوع الفجر".

[ ص: 408 ] قوله: "وقال مرة أخرى: أبو إسرائيل" أي قال عبيد الله بن موسى مرة: أخبرنا إسرائيل، ومرة أخرى قال: أبو إسرائيل. وكذا وقع في رواية أحمد كما ذكرنا، وأبو إسرائيل اسمه إسماعيل بن أبي إسحاق وهو إسماعيل بن خليفة العبسي، قال أبو زرعة: يعد في الكوفيين، وقال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يقول: أبو إسرائيل يكتب حديثه، وعن يحيى: صالح. وعن أبي زرعة: صدوق كوفي إلا أنه كان في رأيه غلو. وقال النسائي: ضعيف. وقال أبو حاتم: لا يحتج بحديثه ويكتب حديثه وهو سيئ الحفظ.

التالي السابق


الخدمات العلمية