صفحة جزء
2000 2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 ص: واحتجوا في ذلك بتأخير النبي - عليه السلام - الوتر إلى آخر الليل، وبما روي عن جماعة من أصحابه - عليه السلام - من بعده أنهم كانوا يرون أن كل من تطوع بعد وتره فقد نقضه.

وذكروا في ذلك: ما حدثنا أبو بكرة ، قال: ثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: ثنا حماد بن سلمة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن موسى بن طلحة ، أن عثمان - رضي الله عنه - قال: "إني أوتر أول الليل، فإذا قمت من آخر الليل صليت ركعة فما شبهتها إلا بقلوص أضمها إلى الإبل". .

[ ص: 409 ] حدثنا ابن مرزوق ، قال: ثنا وهب ، قال: ثنا شعبة ، عن عبد الملك بن عمير ..... فذكر بإسناده مثله.

حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو عامر، قال: ثنا ابن أبي ذئب ، عن عمران بن بشير ، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيب : أن أبا بكر - رضي الله عنه - كان يفعل ذلك".

حدثنا ابن مرزوق ، قال: ثنا وهب ، قال: ثنا شعبة ، عن أبي هارون الغنوي ، عن حطان بن عبد الله ، قال: سمعت عليا - رضي الله عنه - يقول: " الوتر على ثلاثة أنواع: رجل أوتر أول الليل، ثم استيقظ فصلى ركعتين، ورجل أوتر أول الليل ثم استيقظ فوصل إلى وتره ركعة، فصلى ركعتين ركعتين ثم أوتر، ورجل أخر وتره إلى آخر الليل".

حدثنا محمد بن بحر ، قال: ثنا يزيد بن هارون ، قال: أنا همام ، عن قتادة ومالك بن دينار ، عن خلاس قال: "كنت جالسا عند عمار - رضي الله عنه -، فأتاه رجل فقال له: كيف توتر؟ قال: أترضى بما أصنع؟ قال: نعم. قال: أحسب قتادة قال في حديثه-: فإني أوتر بليل خمس ركعات ثم أرقد، فإذا قمت من الليل شفعت".

حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو عامر، قال: ثنا ابن أبي ذئب ، عن زيد بن عبد الله بن قسيط ، عن أبي سلمة ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "من أوتر فبدا له أن يصلي، فليشفع إليها بأخرى حتى يوتر بعد".

حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا زهير بن معاوية، قال: ثنا أبو إسحاق ، عن مسروق، قال: قال ابن عمر: "شيء أفعله برأي لا أرويه ... " ثم ذكر نحوا من ذلك.

قال مسروق: وكان أصحاب ابن مسعود - رضي الله عنه - يتعجبون من صنيع ابن عمر - رضي الله عنهما -.

[ ص: 410 ] حدثنا أبو بكرة ، قال: ثنا أبو داود ، قال: ثنا حرب بن شداد ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي الحارث الغفاري ، عن أبي هريرة: " أن رجلا استفتاه عن رجل أوتر أول الليل ثم نام، ثم قام، كيف يصنع؟ قال: يتمها عشرا".

وقد روي عن أبي هريرة خلاف هذا القول وسنذكره بعد . هذا إن شاء الله تعالى.


ش: أي احتج هؤلاء القوم فيما ذهبوا إليه بتأخير النبي - عليه السلام - وتره إلى آخر الليل، واحتجوا أيضا بما روي عن جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم - أنهم كانوا يرون أن كل من صلى تطوعا بعد أن صلى وتره فقد نقض وتره، وممن روي ذلك عنهم: عثمان بن عفان وأبو بكر الصديق ، وعلي بن أبي طالب ، وعمار بن ياسر ، وعبد الله بن عمر ، وأبو هريرة - رضي الله عنهم -.

أما أثر عثمان فأخرجه من طريقين صحيحين:

أحدهما: عن أبي بكرة بكار ، عن مؤمل بن إسماعيل القرشي ، عن حماد بن سلمة ، عن عبد الملك بن عمير بن سويد الكوفي المعروف بالقبطي روى له الجماعة، عن موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي المدني نزيل كوفة روى له الجماعة.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" : ثنا وكيع، قال: ثنا سفيان وشعبة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن موسى بن طلحة، عن عثمان - رضي الله عنه -: "أنه كان يشفع بركعة ويقول: ما أشبهها إلا بالغربية من الإبل".

قوله: "إلا بقلوص" بفتح القاف وهي الناقة الشابة.

والآخر: عن إبراهيم بن مرزوق ، عن وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن موسى بن طلحة ... إلى آخره.

وأما أثر أبي بكر - رضي الله عنه - فأخرجه بإسناد حسن جيد، عن أبي بكرة بكار ، عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ، عن

[ ص: 411 ] عمران بن بشير بن محرر وثقه ابن حبان ، عن أبيه بشير بن محرر -براء مهملة مكررة- روى له أبو داود عن سعيد بن المسيب: "أن أبا بكر - رضي الله عنه - كان يفعل ذلك" وأشار به إلى ما روي عن عثمان - رضي الله عنه -.

وأخرجه البيهقي بأتم منه: من حديث سعيد بن المسيب قال: "كان ابن عمر - رضي الله عنهما - يوتر أول الليل، فإذا قام، نقض وتره ثم صلى، ثم أوتر آخر صلاته -أو آخر الليل- وكان عمر - رضي الله عنه - يوتر آخر الليل، وكان خيرا مني ومنهما أبو بكر - رضي الله عنه - يوتر أول الليل ويشفع آخره".

وأما أثر علي - رضي الله عنه - فأخرجه بإسناد جيد أيضا: عن إبراهيم بن مرزوق ، عن وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن أبي هارون إبراهيم بن العلاء الغنوي البصري ونسبته إلى غني بن يعصر -قبيلة- عن حطان -بكسر الحاء- بن عبد الله، روى له البخاري وأبو داود والنسائي .

وأخرجه البيهقي : من حديث شعبة ، عن أبي هارون الغنوي، سمعت حطان، سمع عليا يقول: "الوتر ثلاثة أنواع ... " إلى آخره.

وأما أثر عمار - رضي الله عنه - فأخرجه بإسناد صحيح، عن محمد بن بحر بن مطر البغدادي ، عن يزيد بن هارون ، عن همام بن يحيى ، عن قتادة ومالك بن دينار البصري الزاهد المشهور الثقة الكبير، روى له البخاري مستشهدا والأربعة كلاهما، عن خلاس -بكسر الخاء المعجمة- بن عمرو الهجري روى له الجماعة البخاري مقرونا بغيره.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" : ثنا وكيع، قال: ثنا شعبة ، عن قتادة ، عن خلاس بن عمرو الهجري، عن عمار قال: "أما أنا فأوتر، فإذا قمت صليت مثنى مثنى وتركت وتري الأول كما هو".

[ ص: 412 ] وأما أثر عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - فأخرجه من طريقين بإسناد صحيح أيضا.

الأول: عن أبي بكرة بكار ، عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ، عن زيد بن عبد الله بن قسيط ، عن أبي سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف ، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان كلاهما، عن ابن عمر .

وأخرج نحوه ابن أبي شيبة في "مصنفه" : عن هشيم ، عن حصين ، عن الشعبي ، عن ابن عمر .

والثاني: عن أبي بكرة بكار ، عن أبي داود سليمان بن داود الطيالسي ، عن زهير ابن معاوية ، عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، عن مسروق بن الأجدع .

وأخرجه الطيالسي في "مسنده".

وأما أثر أبي هريرة: فأخرجه عن أبي بكرة أيضا، عن أبي داود أيضا، عن حرب بن شداد اليشكري ، عن يحيى بن أبي كثير الطائي ، عن أبي الحارث الغفاري، ذكره أبو أحمد فيمن لم يقف على اسمه، وذكره ابن أبي حاتم في كتاب "الجرح والتعديل" وسكت عنه وعن اسمه.

وأخرجه الطيالسي في "مسنده": عن حرب بن شداد اليشكري ... إلى آخره نحوه.

التالي السابق


الخدمات العلمية