صفحة جزء
2137 ص: حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج، قال: ثنا زيد بن أسلم ، عن بشر بن محجن الديلي ، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنه رآه وقد افتتحت الصلاة، قال: فجلست ولم أقم للصلاة، فلما قضى صلاته قال لي: ألست مسلما؟ قلت: بلى، قال: فما منعك أن تصلي معنا؟ فقلت: قد كنت صليت مع أهلي، فقال: صل مع الناس وإن كنت قد صليت مع أهلك".

حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا يحيى بن صالح الوحاظي، قال: ثنا سليمان بن بلال، قال: حدثني زيد بن أسلم ، عن بسر بن محجن الدؤلي ، عن أبيه قال: "صليت في بيتي الظهر أو العصر، ثم خرجت إلى المسجد، فوجدت رسول الله - عليه السلام - جالسا وحوله أصحابه، ثم أقيمت الصلاة. . . " ثم ذكر نحوه.

حدثنا حسين بن نصر، قال: ثنا الفريابي (ح).

وحدثنا فهد، قال: ثنا أبو نعيم، قالا: ثنا سفيان ، عن زيد بن أسلم ، عن بشر بن محجن الدؤلي ، عن أبيه، عن النبي - عليه السلام - نحوه، غير أنه لم يذكر أي صلاة هي.

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أنا ابن وهب، أن مالكا حدثه، عن زيد بن أسلم ، عن بشر بن محجن الدؤلي ، عن أبيه -أو عن عمه- عن رسول الله - عليه السلام - نحوه.


[ ص: 6 ] ش: هذه خمس طرق صحاح:

الأول: عن أبي بكرة بكار القاضي ، عن أبي عاصم النبيل الضحاك بن مخلد ، عن عبد الملك بن جريج المكي ، عن زيد بن أسلم القرشي المدني ، عن بشر -بكسر الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة، وقال مالك: بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة- ابن محجن .

قال في "الميزان": بسر بن محجن الدؤلي، حدث عنه زيد بن أسلم، غير معروف، ولأبيه صحبة.

فإن قلت: على هذا كيف يكون الحديث صحيحا؟

قلت: ذكره ابن أبي حاتم في كتاب "الجرح والتعديل" فقال: بسر بن محجن الديلي، ويقال بشر ، وبسر أصح، روى عن أبيه، وروى عنه زيد بن أسلم، سمعت أبي يقول ذلك. وسكت عنه، والأصل العدالة، وروى له أبو داود والنسائي وسكتا عنه ; فسكوتهما يدل على صحة حديثه، وكذا ذكره ابن ماكولا وسكت عنه، وقال: بسر بن محجن الديلي ، عن أبيه، روى عنه زيد بن أسلم، وكان الثوري يقول: عن زيد ، عن بشر، ثم رجع عنه، يعني كان يقول بالشين المعجمة ثم رجع عنه إلى السين المهملة، ومالك أيضا اعتمد على حديثه فدل على صحته.

وهو يروي عن أبيه محجن بن أبي محجن -بكسر الميم وسكون الحاء المهملة وفتح الجيم وفي آخره نون- وله صحبة.

قوله: "الديلي" بكسر الدال وسكون الياء آخر الحروف نسبة إلى بني الديل في عبد القيس، وجاء في رواية مالك والنسائي: الدؤلي بضم الدال وفتح الهمزة، وهو نسبة إلى الدئل -بضم الدال وكسر الهمزة- ويقع التغيير في النسبة كما يقال في النسبة إلى نمر: نمري بالفتح.

[ ص: 7 ] والحديث أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه": عن ابن جريج وداود بن قيس ، عن زيد بن أسلم ، عن ابن محجن الديلي ، عن أبيه. . . إلى آخره نحوه.

الطريق الثاني: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن يحيى بن صالح الوحاظي أحد مشايخ البخاري، ونسبته إلى وحاظة بن سعد ، عن سليمان بن بلال القرشي التيمي روى له الجماعة. . . إلى آخره.

وأخرجه الطبراني في "الكبير": ثنا علي بن عبد العزيز ومحمد بن يحيى بن المنذر، قالا: ثنا القعنبي، ثنا سليمان بن بلال ، عن زيد بن أسلم ، عن بسر بن محجن ، عن أبيه قال: "صليت في بيتي الظهر أو العصر، ثم خرجت إلى المسجد، فوجدت رسول الله - عليه السلام - جالسا وحوله ناس فجلست معهم، ثم أقيمت الصلاة فدخل رسول الله - عليه السلام - فصلى للناس، ثم خرج فوجدني جالسا في مجلسي الذي عهدني فيه، فقال: ألست رجلا مسلما؟ فقلت: بلى يا رسول الله إني لمسلم. قال: فما منعك أن تدخل فتصلي مع الناس؟ قلت: إني صليت في أهلي، فقال رسول الله - عليه السلام -: إذا صليت في أهلك ثم جئت إلى المسجد فوجدت الناس يصلون، فصل معهم".

الثالث: عن حسين بن نصر ، عن محمد بن يوسف الفريابي شيخ البخاري، ونسبته إلى فرياب قصبة ببخارى، عن سفيان الثوري ، عن زيد بن أسلم ... إلى آخره.

وأخرجه أحمد في "مسنده": ثنا عبد الرحمن، ثنا سفيان، نا زيد بن أسلم ، عن ابن محجن الديلي ، عن أبيه قال: "أتيت النبي - عليه السلام - فأقيمت الصلاة، فجلست، فلما صلى قال: ألست بمسلم؟ قلت: بلى، قال: فما منعك أن تصلي [ ص: 8 ] مع الناس؟ قال: قلت: صليت في أهلي، قال: فصل مع الناس وإن كنت قد صليت في أهلك".

الرابع: عن فهد بن سليمان ، عن أبي نعيم الفضل بن دكين ، عن سفيان ، عن زيد ... إلى آخره.

وأخرجه الطبراني في "الكبير": ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، نا سفيان ... إلى آخره نحو رواية أحمد المذكورة آنفا.

الخامس: عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ، عن مالك ... إلى آخره.

وأخرجه النسائي: أنا قتيبة ، عن مالك ، عن زيد بن أسلم ، عن رجل من بني الديل يقال له: بسر بن محجن ، عن محجن: "أنه كان في مجلس مع رسول الله - عليه السلام - فأذن بالصلاة، فقام رسول الله - عليه السلام -، ثم رجع ومحجن في مجلسه، فقال له رسول الله - عليه السلام -: ما منعك أن تصلي؟ ألست برجل مسلم؟ قال: بلى، ولكني كنت قد صليت في أهلي. قال له رسول الله - عليه السلام -: إذا جئت فصل مع الناس وإن كنت قد صليت".

التالي السابق


الخدمات العلمية