صفحة جزء
2341 ص: حدثنا علي بن شيبة، قال: ثنا يحيى بن يحيى (ح).

وحدثنا فهد، قال: ثنا محمد بن سعيد ، قالا: ثنا حميد بن عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي ، عن أبيه، عن أبي الزبير ، عن جابر - رضي الله عنه - قال: " صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر وأبو بكر - رضي الله عنه - خلفه، فإذا كبر رسول الله - عليه السلام - كبر أبو بكر - رضي الله عنه - ليسمعنا ، فبصر بنا قياما، فقال: اجلسوا أومأ بذلك إليهم، فلما قضى الصلاة قال: كدتم أن تفعلوا فعل فارس والروم بعظمائهم، ائتموا بأئمتكم، فإن صلوا قياما فصلوا قياما، وإن صلوا جلوسا فصلوا جلوسا".


ش: إسناده صحيح وأخرجه من طريقين:

الأول: عن علي بن شيبة بن الصلت السدوسي ، عن يحيى بن يحيى النيسابوري شيخ البخاري ومسلم ، عن حميد بن عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي -بضم الراء وتخفيف الواو، وبالسين المهملة- نسبة إلى رؤاس بن كلاب، وأصله بالهمزة، روى له الجماعة، عن أبيه عبد الرحمن بن حميد وثقه يحيى وروى له مسلم وأبو داود والنسائي ، عن أبي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي، روى له الجماعة البخاري مقرونا بغيره.

[ ص: 245 ] وأخرجه مسلم : ثنا يحيى بن يحيى، قال: أنا حميد بن عبد الرحمن . . . إلى آخره نحوه.

الثاني: عن فهد بن سليمان ، عن محمد بن سعيد الأصبهاني شيخ البخاري ، عن حميد بن عبد الرحمن . . . إلى آخره.

وأخرجه أبو داود : عن قتيبة ويزيد بن خالد ، أن الليث حدثهم، عن أبي الزبير ، عن جابر قال: "اشتكى النبي- عليه السلام - فصلينا وراءه وهو قاعد، وأبو بكر يكبر يسمع الناس تكبيره. . . " ثم ساق الحديث.

وأخرجه النسائي وابن ماجه أيضا.

قوله: "فبصر بنا" من بصر بصارة من باب كرم يكرم، قال الجوهري: البصر: العلم، وبصرت بالشيء: علمته، قال تعالى: بصرت بما لم يبصروا به والبصير: العالم، والتبصر: التأمل.

قوله: "قياما" حال من المجرور في قوله: "بنا" وهو جمع قائم كالصيام جمع صائم.

قوله: "أومأ بذلك" أي أشار بالجلوس إليهم.

قوله: "كدتم" أي قاربتم من فعل (الفارس) والروم بعظمائهم وهو جمع عظيم، وأراد أكابرهم وساداتهم.

قوله: "قياما" و "جلوسا" في الموضعين نصب على الحال، والجلوس جمع جالس.

[ ص: 246 ] ومما يستفاد منه:

جواز تبليغ أحد من القوم إلى من خلفه بالناس.

وأن الإشارة في الصلاة لا تفسدها.

وأن الإمام إذا صلى قاعدا يجب على القوم أن يصلوا قعودا نحوه، وإليه ذهبت طائفة من أهل العلم ; على ما يجيء عن قريب إن شاء الله تعالى.

التالي السابق


الخدمات العلمية