صفحة جزء
2520 ص: ومما يصحح ما ذهبوا إليه: أن أبا هريرة - رضي الله عنه - قد روينا عنه عن النبي - عليه السلام - في أول هذا الباب ما ذكرنا، ثم قال هو برأيه أنه يتحرى.

حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا شيخ أحسبه أبا زيد الهروي، قال: ثنا شعبة ، قال: أخبرني إدريس ، عن أبيه سمعه يحدث، قال: " قال أبو هريرة في الوهم: يتحرى".


ش: أي ومن الذي يصحح ما ذهب إليه أهل المقالة الثالثة -وهم: أبو حنيفة وأصحابه رحمهم الله- من وجوب التحري عند وجود الرأي: أن أبا هريرة روي عنه أنه روى عن النبي - عليه السلام - أنه قال: "إذا جاء أحدكم الشيطان فخلط عليه صلاته فلا يدري كم صلى ; فليسجد سجدتين وهو جالس". ثم قال أبو هريرة برأيه من نفسه: "أنه يتحرى". ولو لم يكن التحري معمولا به عند وجود الرأي لما قال به أبو هريرة مع كون حديثه ثابتا عنده.

وأبو زيد الهروي اسمه سعيد بن الربيع الجرشي العامري البصري كان يبيع الثياب الهروية فنسب إليها، قال أبو حاتم : صدوق. وروى له مسلم والترمذي والنسائي .

[ ص: 462 ] وإدريس هو ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الزعافري من أهل الكوفة والد عبد الله بن إدريس، ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يروي عن أبيه، عن أبي هريرة .

وأبوه يزيد بن عبد الرحمن أبو داود الأودي، ذكره ابن حبان في "الثقات".

قوله: "في الوهم" من وهمت في الحساب بالكسر أوهم وهما إذا غلطت فيه وسهوت، وأما وهمت في الشيء فهو بالفتح أهم وهما إذا ذهب وهمك إليه وأنت تريد غيره، وتوهمت أي ظننت.

التالي السابق


الخدمات العلمية