صفحة جزء
2721 ص: وقد جاءت عن رسول الله - عليه السلام - آثار متواترة صحاح فيها أن الفخذ عورة ، فمما روي عنه في ذلك :

ما حدثنا ابن أبي عمران ، قال : ثنا القواريري ، قال : ثنا يحيى بن سعيد ، عن ابن جريج ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - عليه السلام - : " الفخذ عورة " .


ش: أي وقد جاءت عن رسول الله - عليه السلام - أحاديث متكاثرة صحاح ذكر فيها أن الفخذ عورة ، فمن ذلك حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - .

أخرجه عن أحمد بن أبي عمران موسى الفقيه البغدادي ، عن عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي القواريري شيخ البخاري ومسلم وأبي داود ، عن يحيى بن سعيد القطان روى له الجماعة ، عن عبد الملك بن جريج روى له الجماعة ، عن حبيب بن أبي ثابت قيس بن دينار الكوفي روى له الجماعة ، عن عاصم بن ضمرة السلوكي الكوفي ، قال العجلي وابن المديني : ثقة وقال النسائي : ليس به بأس . وروى له الأربعة .

عن علي بن أبي طالب .

وأخرجه الدارقطني في "سننه " : ثنا أبو بكر النيسابوري ، ثنا أحمد بن منصور بن راشد ، ثنا روح بن عبادة ، ثنا ابن جريج ، أخبرني حبيب بن أبي ثابت ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : قال لي رسول الله - عليه السلام - : "لا تكشف فخذك ; فإن الفخذ من العورة " .

وله في رواية أخرى : "لا تكشف عن فخذيك ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت " . وأخرجه أبو داود : من حديث الحجاج ، عن ابن جريج ، قال فيه : [ ص: 206 ] أخبرت عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عاصم بلفظ : "لا تكشف فخذك ولا تنظر لعورة حي ولا ميت " .

وأخرجه البيهقي في "سننه " نحو رواية أبي داود .

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده " .

ثنا يزيد أبو خالد القرشي ، ثنا ابن جريج ، أبنا حبيب بن أبي ثابت ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي - رضي الله عنه - قال : قال لي رسول الله - عليه السلام - : "لا تبرز فخذك ، ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت " .

فإن قيل : ما حكم هذا الحديث ؟

قلت : هو صحيح ، فقد حكم الطحاوي بصحته لوجود شرط الصحة فيه ; لأن رجاله ثقات كما ذكرنا ، وسنده متصل .

فإن قيل : قال أبو داود : هذا الحديث فيه نكارة . وقال الذهبي في "مختصر السنن " : لم يصح إسناده . وقال ابن حزم : حديث علي منقطع ، رواه ابن جريج عن حبيب ولم يسمعه منه وبينهما من لم يسم ، ولا يدرى من هو ، ورواه حبيب عن عاصم بن ضمرة ولم يسمعه منه ، قال ابن معين : بينهما رجل ليس بثقة ، ولم يروه عن ابن جريج إلا أبو خالد ، ولا يدري من هو .

قلت : كل هذا فيه نظر ; لما ذكرنا ، وقول ابن حزم غير صحيح ; لأن الدارقطني قد صرح في روايته بسماع ابن جريج عن حبيب بن أبي ثابت ، قال : حدثنا ابن جريج ، أخبرني حبيب بن أبي ثابت ، وكذا في رواية أبي يعلى كما ذكرناها .

وقوله : "ولم يروه عن ابن جريج إلا أبو خالد ولا يدري من هو " غير صحيح أيضا ; لأن يحيى بن سعيد رواه عن ابن جريج في رواية الطحاوي ، وحجاج بن محمد رواه عنه في رواية أبي داود ، وروح بن عبادة رواه عنه في رواية الدارقطني . [ ص: 207 ] وأبو خالد غير مجهول روى عنه أبو يعلى واسمه يزيد .

وكذا قوله : ورواه حبيب عن عاصم بن ضمرة ولم يسمعه منه ، غير صحيح ; لأن الطحاوي حكم بصحة هذا الحديث ، والانقطاع ينافي الصحة .

فإن قلت : قال البيهقي أيضا ، لم يرو حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة شيئا فأخرج ذلك عن سفيان .

قلت : أخرج أبو داود في "سننه " : حديثا من روايته عنه ، وأخرج ابن ماجه في سننه في موضعين روايته عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية