صفحة جزء
2770 2780 2781 2782 2783 ص: حدثنا ربيع المؤذن ، قال : ثنا أسد ، قال : ثنا سفيان ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه ، عن عامر بن ربيعة ، أن النبي - عليه السلام - : "إذا رأيتم الجنازة فقوموا لها حتى توضع أو تخلفكم " .

حدثنا أبو بكرة ، قال : ثنا إبراهيم بن أبي الوزير ، قال : ثنا سفيان ، . . فذكر بإسناده مثله .

حدثنا يزيد بن سنان ، قال : ثنا أزهر بن سعد السمان ، عن ابن عون ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عامر بن ربيعة ، قال : قال لي رسول الله - عليه السلام - : "إذا رأيت جنازة فقم " .

حدثنا أبو بكرة ، قال : ثنا حسين بن مهدي ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرني ابن جريج ، قال : أخبرني ابن شهاب ، قال : أخبرني سالم ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عامر بن ربيعة ، عن النبي - عليه السلام - قال : " إذا رأيتم الجنازة فقوموا لها حتى توضع أو تخلفكم " . .

حدثنا ربيع المؤذن ، قال : ثنا أسد ، قال : ثنا الليث ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عامر بن ربيعة ، عن النبي - عليه السلام - نحوه .


ش: هذه خمس طرق صحاح :

الأول : عن ربيع بن سليمان المؤذن ، عن أسد بن موسى ، عن سفيان بن عيينة ، عن محمد بن مسلم الزهري ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه عبد الله بن [ ص: 272 ] عمر بن الخطاب ، عن عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك أبي عبد الله العدوي ، من المهاجرين الأول ، أسلم قبل عمر - رضي الله عنه - وهاجر الهجرتين ، وشهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله - عليه السلام - ، روى عنه جماعة كثيرون منهم : عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهم - .

وأخرج حديثه الجماعة :

فالبخاري : عن علي بن عبد الله ، عن سفيان . . . إلى آخره ، نحوه ولفظه : " إذا رأيتم الجنازة فقوموا حتى تخلفكم -زاد الحميدي - أو توضع " .

ومسلم : عن أبي بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب وابن نمير ، جميعهم عن سفيان . . . إلى آخره نحوه .

وأبو داود : عن مسدد ، عن سفيان . . . إلى آخره ، نحوه .

والترمذي : عن قتيبة ، عن الليث ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عامر بن ربيعة . . . إلى آخره ، نحوه .

وعن قتيبة ، عن الليث ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه ، عن عامر بن ربيعة ، عن النبي - عليه السلام - .

والنسائي : عن قتيبة ، عن الليث ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عامر ، عن ربيعة ، عن النبي - عليه السلام - قال : "إذا رأى أحدكم الجنازة فلم يكن ماشيا معها ، فليقم حتى تخلفه أو توضع من قبل أن تخلفه " . [ ص: 273 ] وعن قتيبة ، عن الليث ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن أبيه ، عن عامر بن ربيعة العدوي ، عن رسول الله - عليه السلام - . . . إلى آخره ، نحو رواية البخاري .

وابن ماجه : عن محمد بن رمح ، عن الليث بن سعد ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عامر بن ربيعة ، عن النبي - عليه السلام - .

وعن هشام بن عمار ، عن سفيان ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه ، عن عامر ابن ربيعة سمعه ، يحدث ، عن النبي - عليه السلام - قال : "إذا رأيتم الجنازة فقوموا لها حتى تخلفكم أو توضع " .

الثاني : عن أبي بكرة بكار ، عن إبراهيم بن أبي الوزير ، وهو : إبراهيم بن عمر بن مطرف الهاشمي المكي ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه ، عن عامر بن ربيعة .

الثالث : عن يزيد بن سنان القزاز ، عن أزهر بن سعد أبي بكر السمان الباهلي البصري ، عن عبد الله بن عون بن أرطبان المزني البصري ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر ، عن عامر بن ربيعة . . . إلى آخره .

وأخرجه الطبراني : ثنا علي بن عبد العزيز ، نا معلى بن أسد العمي ، نا محمد بن دينار ، ثنا ابن عون ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عامر بن ربيعة قال : قال رسول الله - عليه السلام - : "إذا رأيت الجنازة فقم حتى تجاوزك " .

الرابع : عن أبي بكرة بكار ، عن حسين بن مهدي بن مالك شيخ الترمذي وابن ماجه ، عن عبد الرزاق بن همام صاحب "المصنف " ، عن عبد الملك بن جريج ، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن سالم ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عامر بن ربيعة . . . إلى آخره . [ ص: 274 ] وأخرجه أحمد في مسنده : ثنا عبد الرزاق ، نا معمر ، ثنا الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر ، عن عامر بن ربيعة قال : قال رسول الله - عليه السلام - : "إذا رأى أحدكم الجنازة فليقم حتى تخلفه أو توضع " .

الخامس : عن ربيع بن سليمان المؤذن ، عن أسد بن موسى ، عن الليث بن سعد ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عامر بن ربيعة . . . إلى آخره .

وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه نحوه وقد ذكرناه .

قوله : "حتى توضع أو تخلفكم " هذا كما رأيت روي بألفاظ مختلفة ففي رواية البخاري وغيره : "حتى تخلفكم أو توضع " وفي رواية النسائي : "حتى تخلفه أو توضع " وفي رواية للبخاري : "حتى تخلفكم " فقط .

وقال عياض : وفي لفظ : "حتى تخلف أو توضع " ثم معنى قوله : "حتى توضع " أي على الأرض من أعناق الرجال ، وقيل : حتى توضع في اللحد .

قوله : "أو تخلفكم " أي أو تترككم وتتأخر عنكم ، من قولك : خلفت فلانا ورائي فتخلف عني ، أي تأخر ، وهو بتشديد اللام ، وأما خلفت بتخفيف اللام فمعناه صرت خليفة عنه ، تقول : خلفت الرجل في أهله إذا أقمت بعده فيهم وقمت عنه بما كان يفعله ، وأخلف الله لك خلفا بخير ، وأخلف عليك خيرا أي أبدلك بما ذهب منك وعوضك عنه ، والخلف بتحريك اللام والسكون كل من يجيء بعد من مضى إلا أنه بالتحريك في الخير وبالتسكين في الشر ، يقال : خلف صدق وخلف سوء ، قال الله تعالى : فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة ثم الأمر في الحديث قيل : للندب والاستحباب ، وإليه ذهب ابن حزم فقال في "المحلى " : يستحب القيام للجنازة إذا رآها المرء وإن كانت جنازة كافر حتى توضع أو تخلفه ، فإن لم يقم فلا حرج . [ ص: 275 ] وهو قول جماعة من الفقهاء .

وقيل : الأمر للوجوب ، وأن القيام للجنازة إذا مرت واجب .

وقيل : كان واجبا ثم نسخ على ما يجيء بيانه إن شاء الله تعالى .

فإن قيل : ما الحكمة في ذلك ؟

قلت : الحكمة فيه تعظيم الميت ، فإن ابن آدم مكرم محترم حيا وميتا ولا سيما في هذه الحالة ; فإنه آخر العهد به ، هذا إذا كان مسلما ، وأما إذا كان كافرا فإما أن يكون لأجل الملائكة ، أو فرارا من السخط النازل عليه ، أو لأجل الموعظة والتذكر بالموت ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية