صفحة جزء
2785 2786 ص: حدثنا أبو بكرة ، قال : ثنا أبو داود (ح).

وحدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا وهب بن جرير ، قالا : ثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن ابن أبي ليلى ، قال : " قعد سهل بن حنيف ، وقيس بن سعد بن عبادة بالقادسية ، فمر عليهما بجنازة فقاما ، فقيل لهما : إنه من أهل الأرض -أي مجوسي- فقالا : إن رسول الله - عليه السلام - مر عليه بجنازة فقام ، فقيل : إنه يهودي ، فقال : أليس ميتا ؟! أوليس نفسا ؟! " .


ش: هذان طريقان صحيحة :

الأول : عن أبي بكرة بكار القاضي ، عن أبي داود سليمان بن داود الطيالسي ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى . . . إلى آخره .

وأخرجه البخاري : ثنا آدم ، ثنا شعبة ، ثنا عمرو بن مرة قال : سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : "كان سهل بن حنيف وقيس بن سعد قاعدين [ ص: 277 ] بالقادسية ، فمروا عليهما بجنازة فقاما ، فقيل لهما : إنها من أهل الأرض -أي من أهل الذمة- فقالا : إن النبي - عليه السلام - مرت به جنازة يهودي ، فقال : أليست نفسا " .

وأخرجه النسائي : عن إسماعيل بن مسعود ، عن خالد ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة . . . إلى آخره نحوه .

الثاني : عن إبراهيم بن مرزوق ، عن وهب بن جرير بن حازم ، عن شعبة . إلى آخره .

وأخرجه مسلم : ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا غندر ، عن شعبة .

وثنا محمد بن المثنى وابن بشار ، قالا : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة . . . إلى آخره نحوه .

قوله : "بالقادسية " هي موضع بأرض الكوفة كانت بها حرب المسلمين مع الفرس سنة أربع عشرة من الهجرة ، وكان أمير المسلمين سعد بن أبي وقاص ، وكانوا ما بين السبعة آلاف إلى الثمانية آلاف ، وكان أمير الفرس رستم من قبل يزدجرد الملك في مائة وعشرين ألفا تتبعها ثمانون ألفا ، وكانت وقعة عظيمة لم تكن بالعراق وقعة أعجب منها ، وقتل من المسلمين في هذا اليوم وما قبله من الأيام ألفان وخمسمائة ، ومن الكفار أكثر من ثمانين ألفا .

قوله : "فمر عليهما " أي على سهل بن حنيف وقيس بن سعد ، وسهل بن حنيف هو والد أبي أمامة بن سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم المدني ، أخو عثمان بن حنيف ، شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله - عليه السلام - ، ومات بالكوفة سنة ثمان وثلاثين من الهجرة وصلى عليه علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وكبر ستا .

وقيس بن سعد بن عبادة بن دليم له ولأبيه صحبة ، توفي بالمدينة في آخر خلافة معاوية ، وكان قيس بن سعد من النبي - عليه السلام - بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير .

التالي السابق


الخدمات العلمية