صفحة جزء
2811 2812 ص: حدثنا علي بن شيبة ، قال : ثنا يحيى بن يحيى ، قال : أنا عبد الوارث بن سعيد ، عن حسين بن ذكوان ، قال : حدثني عبد الله بن بريدة ، عن سمرة بن جندب ، قال : " صليت خلف النبي - عليه السلام - على أم كعب ، ماتت وهي نفساء ، فقام رسول الله - عليه السلام - للصلاة عليها وسطها " .

حدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا عفان ، قال : ثنا همام ، قال : ثنا حسين المعلم ، . . فذكر بإسناده مثله .


ش: هذان طريقان صحيحان ورجالهما رجال الصحيح ما خلا ابن شيبة وابن مرزوق ، ويحيى بن يحيى النيسابوري شيخ الشيخين .

والحديث أخرجه الجماعة :

فالبخاري : عن عمران بن ميسرة ، عن عبد الوارث ، عن حسين ، عن ابن بريدة ، حدثنا سمرة بن جندب قال : "صليت وراء النبي - عليه السلام - على امرأة ماتت في نفاسها ، فقام عليها وسطها " .

وعن مسدد ، عن يزيد بن زريع عن حسين به .

ومسلم : عن يحيى بن يحيى ... إلى آخره ، نحو رواية الطحاوي . [ ص: 303 ] وأبو داود : عن مسدد ، عن يزيد بن زريع ، عن حسين أن . . . إلى آخره نحو رواية البخاري .

والترمذي : عن علي بن حجر ، عن عبد الله بن المبارك والفضل بن موسى ، عن الحسين المعلم ... إلى آخره نحوه .

والنسائي : عن علي بن حجر . . . إلى آخره نحوه .

وابن ماجه : عن علي بن محمد ، عن أبي أسامة ، عن الحسين . . . إلى آخره نحوه .

قوله : "وهي نفساء " جملة اسمية وقعت حالا ، والنفساء -بضم النون وفتح الفاء وبالمد- قال الجوهري : النفاس ولادة المرأة إذا وضعت فهي [نفساء وعشراء] ويجمع على نفساوات وعشروات ، وامرأتان نفساوان . انتهى .

وعن ثعلب : النفساء الوالدة والحامل والحائض .

وقال ابن سيده : والجمع من كل ذلك نفساوات ونفاس ونفاس ونفاس ونفس ونفس ونفس ونفس .

قلت : نفاس بكسر النون ، ونفاس بضمها وتخفيف الفاء فيهما ، ونفاس بالضم والتشديد ، ونفس كذلك ، ونفس كذلك إلا أن الفاء مخففة ، ونفس بضمتين والتخفيف ، ونفس بضم النون وسكون الفاء . [ ص: 304 ] قوله : "وسطها " قال عياض : كذا ضبطناه عن أبي يحيى وغيره بسكون السين ، وكذا ضبطه الجياني ، وأما ابن دينار فقد قال : وسط الدار ووسطها معا . وقال النووي : هو بسكون السين . وذكر ابن قرقول عن بعضهم فتحها .

قلت : قد ذكرنا أن الوسيط بالسكون يقال في ما كان متفرق الأجزاء غير متصل كالناس والدواب وغير ذلك ، فإذا كان متصل الأجزاء كالدار والرأس فهو بالفتح ، فعلى هذا ينبغي أن يكون وسطها ها هنا بالفتح ، ويقال : كل منهما يقع موقع الآخر ، فعلى هذا يجوز فيه الفتح والسكون .

وفيه من الفوائد : أن يقوم الإمام بحذاء وسط الميت مطلقا ، ومشروعية الجماعة في صلاة الجنازة ، واستدل به بعضهم على أن النفساء لها حكم الطهارة ، وأن الدم الموجود بها لا يوجب نجاستها ، ومن ذلك قال السفاقسي وابن بطال : قصد البخاري في الباب -يعني باب الصلاة على النفساء الذي ذكر البخاري فيه هذا الحديث- أن النفساء وإن كانت لا تصلي فهي طاهر ، لها حكم غيرها من النساء ممن ليست نفساء ; لأنه - عليه السلام - لما صلى عليها أوجب لها حكم الطهارة ، وليس كون الدم موجودا بها يوجب أن تكون نجسة ، وهذا يرد على من زعم أن الآدمي ينجس بموته ; لأن هذه النفساء أجمعت الموت وحمل النجاسة بالدم اللازم لها ، فلما صلى - عليه السلام - عليها ، وأبان سنته فيها كان الميت الطاهر الذي لا تسيل منه نجاسة أولى بإيقاع اسم الطهارة عليه ، وقال القرطبي : تأول بعضهم صلاة النبي - عليه السلام - على أم كعب وسط جنازتها من أجل جنينها حتى يكون أمامه .

التالي السابق


الخدمات العلمية