صفحة جزء
2819 2820 2821 ص: حدثنا أحمد بن داود ، قال : ثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا محمد بن إسماعيل ، عن الضحاك بن عثمان ، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن : " أن عائشة - رضي الله عنها - حين توفي سعد بن أبي وقاص قالت : ادخلوا به المسجد حتى أصلي عليه ، فأنكر الناس ذلك عليها ، فقالت : لقد صلى رسول الله - عليه السلام - على سهيل بن البيضاء في المسجد " .

حدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا القعنبي ، قال : ثنا مالك ، عن أبي النضر ، عن عائشة ، عن رسول الله - عليه السلام - بذلك .

حدثنا أحمد بن داود ، قال : ثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا عبد العزيز بن محمد ، عن عبد الواحد بن حمزة ، عن عباد بن عبد الله بن الزبير : " أن عائشة - رضي الله عنها - أمرت بسعد بن أبي وقاص أن يمر به في المسجد . . . " ، . ثم ذكر مثل حديثه عن يعقوب .


ش: هذه ثلاث طرق :

الأول : إسناده صحيح على شرط مسلم : عن أحمد بن داود المكي ، عن يعقوب بن حميد بن كاسب المدني نزيل مكة ، شيخ البخاري في غير "الصحيح " وثقه ابن حبان ويحيى في رواية ، وقال البخاري : لم نر إلا خيرا ، هو في الأصل صدوق .

عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المدني روى له الجماعة ، عن الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد بن حزام القرشي الحزامي روى له الجماعة سوى البخاري ، عن أبي النضر -بالنون والضاد المعجمة- سالم بن أبي أمية القرشي المدني [ ص: 313 ] مولى عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي روى له الجماعة ، عن أبي سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف روى له الجماعة ، عن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - .

وهذا الحديث أخرجه الجماعة غير البخاري .

فقال مسلم : حدثني هارون بن عبد الله ومحمد بن رافع واللفظ لابن رافع ، قالا : نا ابن أبي فديك ، قال : أنا الضحاك يعني ابن عثمان ، عن أبي النضر . . . إلى آخره نحوه ، غير أن في لفظه : "لقد صلى رسول الله - عليه السلام - على ابني بيضاء في المسجد سهيل وأخيه " .

وقال أبو داود : نا سعيد بن منصور ، ثنا فليح بن سليمان ، عن صالح بن عجلان ومحمد بن عبد الله بن عباد ، عن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن عائشة قالت : "والله ما صلى رسول الله - عليه السلام - على سهيل بن البيضاء إلا في المسجد " .

ثنا هارون بن عبد الله ، نا ابن أبي فديك . . . إلى آخره نحو رواية مسلم .

وقال الترمذي : ثنا علي بن حجر ، قال : أبنا عبد العزيز بن محمد ، عن عبد الواحد بن حمزة ، عن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن عائشة قالت : "صلى رسول الله - عليه السلام - على سهيل بن بيضاء في المسجد " .

قال أبو عيسى : هذا حديث حسن .

وقال النسائي : أنا إسحاق بن إبراهيم وعلي بن حجر ، قالا : نا عبد العزيز . . . إلى آخره نحو رواية الترمذي ، إلا أن في لفظه : "ما صلى رسول الله - عليه السلام - على سهيل بن بيضاء إلا في المسجد " . [ ص: 314 ] وقال ابن ماجه : ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا يونس بن محمد ، نا فليح بن سليمان ، عن صالح بن عجلان ، عن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن عائشة قالت : "والله ما صلى رسول الله - عليه السلام - على سهيل بن بيضاء إلا في المسجد " .

الثاني : عن إبراهيم بن مرزوق ، عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي شيخ البخاري وأبي داود ، عن مالك بن أنس ، عن أبي النضر سالم بن أبي أمية ، عن عائشة . وهذا منقطع .

وأخرجه مالك في موطئه : عن أبي النضر ، عن عائشة زوج النبي - عليه السلام - : "أنها أمرت أن يمر عليها بسعد بن أبي وقاص في المسجد حين مات لتدعو له ، فأنكر ذلك الناس عليها ، فقالت عائشة - رضي الله عنها - : ما أسرع ما نسي الناس! ما صلى رسول الله - عليه السلام - على سهيل بن البيضاء إلا في المسجد " .

قال أبو عمر : هكذا هذا الحديث عند جمهور الرواة منقطعا . ورواه حماد بن خالد الخياط ، عن مالك ، عن أبي النضر ، عن أبي سلمة ، عن عائشة قالت : "ما أسرع الناس إلى النسي! ما صلى رسول الله - عليه السلام - على سهيل بن البيضاء إلا في المسجد " . فانفرد بذلك ، عن مالك .

قلت : إنما قال : عند جمهور الرواة منقطعا ; لأنن أبا النضر لم يسمع من عائشة شيئا قال ابن وضاح : ولا أدركها ، وإنما يروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عنها ، قال : وكذلك أسنده مسلم وغمز عليه الدارقطني ، قال : ولا يصح إلا مرسلا عن أبي النضر عن عائشة ; لأنه قد خالف في ذلك رجلان حافظان : مالك والماجشون ، روياه عن أبي النضر عن عائشة - رضي الله عنها - .

الثالث : عن أحمد بن داود المكي ، عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني شيخ مسلم والترمذي وابن ماجه وصاحب "المسند "، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، [ ص: 315 ] عن عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير بن العوام ، عن عمه عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن عائشة .

وهذا إسناد صحيح متصل وأخرجه الأربعة من حديث عباد بن عبد الله كما ذكرناه .

قوله : "حين توفي سعد بن أبي وقاص " كانت وفاته في المشهور في سنة خمس وخمسين من الهجرة ، وهو ابن ثلاث وسبعين ، وقيل : ابن ثلاث وثمانين ، وكان موته في قصره بالعقيق على عشرة أميال من المدينة ، وحمل إلى المدينة على رقاب الرجال ، ودفن بالبقيع ، وصلى عليه مروان بن الحكم ، وهو آخر العشرة المبشرة بالجنة وفاة ، وأبو وقاص اسمه مالك بن أهيب ويقال : وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ، يلتقي مع رسول الله - عليه السلام - في كلاب بن مرة ، أسلم سعد قديما وهاجر إلى المدينة قبل النبي - عليه السلام - ، وشهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله - عليه السلام - ، وكان يقال له : فارس الإسلام ، وهو أول من رمى في سبيل الله ، وكان مجاب الدعوة ، وهو الذي كوف الكوفة ، ونفى الأعاجم ، وتولى قتال فارس ، أمره عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، وفتح الله على يديه أكثر فارس .

قوله : "ادخلوا به " بضم الهمزة من دخل يدخل ، وعدي بالباء ، والمعنى : أدخلوه المسجد .

قوله : " سهيل بن البيضاء " وهي أمه ، واسم أبيه وهب بن ربيعة بن عامر بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي الفهري ، واسم أمه البيضاء دعد بنت الجحدم بن أمية بن ضبة بن الحارث بن فهر ، وهو أخو سهل وصفوان ابني البيضاء ، يعرفون بأمهم ، وسهل ممن أظهر إسلامه بمكة ، وهو الذي مشى إلى النفر الذين قاموا في نقض الصحيفة التي كتبها مشركو مكة على بني هاشم ، وتوفي سهيل وأخوه سهل بالمدينة في حياة النبي - عليه السلام - ، وصلى عليهما في المسجد وقيل : إن سهلا عاش بعد النبي - عليه السلام - ولم يعقبا قاله ابن إسحاق . [ ص: 316 ] وروى ابن منده بإسناده عن ابن إسحاق قال : كان موضع المسجد لغلامين يتيمين سهل وسهيل وكانا في حجر أسعد بن زرارة .

وقال ابن الأثير : ظن ابن منده أن ابني البيضاء هما الغلامان اليتيمان اللذان كان لهما موضع المسجد ، وإنما كانا من الأنصار ، وأما ابنا بيضاء فهما من بني فهر كما ذكرناه ، وإنما دخل الوهم عليه حيث لم ينسبه إلى أب ولا قبيلة ، فلو نسبه لعلم الصواب .

التالي السابق


الخدمات العلمية