صفحة جزء
2830 ص: حدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا أبو داود ، عن سليم بن حيان ، عن سعيد ابن ميناء ، عن جابر بن عبد الله : " أن رسول الله - عليه السلام - كبر على النجاشي أربعا " .


ش: إسناده صحيح ، وأبو داود هو سليمان بن داود الطيالسي ، وسليم -بفتح السين وكسر اللام- بن حيان -بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء آخر الحروف- ابن بسطام الهذلي البصري ، روى له الجماعة إلا النسائي .

وسعيد بن ميناء -بكسر الميم- المكي ، روى له الجماعة إلا النسائي . [ ص: 329 ] وأخرجه البخاري : ثنا محمد بن سنان ، ثنا سليم بن حيان ، ثنا سعيد بن ميناء ، عن جابر - رضي الله عنه - : "أن النبي - عليه السلام - صلى على أصحمة النجاشي فكبر أربعا " .

وأخرجه مسلم أيضا : ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، عن سليم بن حيان ، قال : ثنا سعيد بن ميناء ، عن جابر بن عبد الله : "أن رسول الله - عليه السلام - صلى على أصحمة النجاشي فكبر عليه أربعا " .

والنجاشي -بفتح النون وكسرها- كلمة للحبش تسمى بها ملوكها ، قال ابن قتيبة : هو بالنبطية ، ذكره ابن سيده ، وفي "الجامع " للقزاز : أما النجاشي بكسر النون فيجوز أن يكون من نجش إذا أوقد كأنه يطريه ويوقد فيه قاله قطرب .

وكذا ذكره في "الواعي " وفي "الجمهرة " : أما النجاشي فكلمة حبشية يسمون بها ملوكهم وفي "الفصيح " لأبي عمر غلام ثعلب : النجاشي بالفتح . وفي "العلم المشهور " لأبي الخطاب مشدد الياء : قالوا : والصواب تخفيفها ، وفي "المثنى " لابن عديس النجاشي والنجاشي بالفتح والكسر المستخرج للشيء ، والنجاشي بالكسر كلمة للحبش تسمى به ملوكها .

واسمه أصحمة ومعناه عطية -بفتح الهمزة وسكون الصاد وفتح الحاء المهملتين- ويقال مصحمة بالميم موضع الهمزة ، ويقال : أصحم ، قاله البيهقي ووقع في "مسند ابن أبي شيبة " في هذا الحديث صحمة بفتح الصاد وإسكان الحاء . قال أبو الفرج : هكذا قال لنا يزيد بن هارون وإنما هو صمحة بتقديم الميم على الحاء ، ويقال : إن الحبشة لا ينطقون بالحاء على صرافها ، وإنما يقولون في اسم الملك : أصمخة بتقديم الميم على الخاء المعجمة ، وكان اسم أبيه أبجر ، وقال السهيلي : اسم أبيه بجرى بغير همزة . وقال ابن سعد : أرسل رسول الله - عليه السلام - في المحرم من سنة سبع عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي ، فأخذ كتاب النبي - عليه السلام - فوضعه على عينيه [ ص: 330 ] ونزل عن سريره فجلس على الأرض تواضعا ، ثم أسلم ، وكتب إلى النبي - عليه السلام - بذلك ، وأنه أسلم على يدي جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - ، وتوفي في رجب سنة تسع ، منصرفه - عليه السلام - من تبوك .

ووقع في "صحيح مسلم " "كتب - عليه السلام - إلى النجاشي وهو غير النجاشي الذي صلى عليه " وكأنه وهم من بعض الرواة ، أو يحمل على أنه لما توفي قام مقامه آخر فكتب إليه .

ثم النجاشي اسم لكل من ملك الحبشة ، والمتأخرون يلقبونه : الأمحري ، ومن ملك مصر كافرا يمسى فرعون ، فإذا أضيف إليها الإسكندرية يسمى المقوقس وكل من توزر فيها يسمى عزيزا ، ومن ملك الشام مع الجزيرة وبلاد الروم يسمى قيصر ، ومن ملك العجم يسمى كسرى ، ومن ملك الترك يسمى خاقان ، قال الجاحظ : من ملك إفريقية يسمى جرجير ، ومن ملك السند يسمى فورورهمن ، ومن ملك الهند يسمى فغفور ، ومن ملك الصين يسمى بغيور ، ومن ملك اليمن يسمى تبع ومن ترشح منهم للملك يسمى قيلا ، ومن ملك يسمى هياجا ، ومن ملك الخزر يسمى رتبيل ، ومن ملك النوبة يسمى كابل ، ومن ملك الصقالبة يسمى ماجدا ، ومن ملك اليونان يسمى بطلميوس وتجمع على بطالسة ، وقال ابن دحية : على بطالمة ومن ملك اليهود يسمى قطيون ، ومن ملك الصائبة يسمى نمروذ ، ومن ملك فرغانة يسمى إخشيد ومعناه بالعربية : ملك الملوك ، ومن ملك العرب من قبل العجم يسمى النعمان ، ومن ملك البربر يسمى جالوت ، ومن ملك الأرمن يسمى تقفور ، ومن ملك قسطنطينية فيسمى أشكرى ومن ملك أسروشتة يسمى الأفشين ، ومن ملك جرجان يسمى خول ، ومن ملك أذربيجان يسمى أصبهذ ، ومن ملك طبرستان يسمى سالار ، ومن ملك نيابة ملك الروم يسمى دمستق .

التالي السابق


الخدمات العلمية