صفحة جزء
2831 2832 2833 [ ص: 331 ] ص: حدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا أبو الوليد ، قال : ثنا شريك (ح).

وحدثنا صالح بن عبد الرحمن ، قال : ثنا سعيد ، قال : ثنا هشيم (ح).

وحدثنا علي بن شيبة ، قال : ثنا يحيى بن يحيى ، قال : ثنا هشيم عن عثمان بن حكيم الأنصاري ، عن خارجة بن زيد ، عن زيد بن ثابت : " أن رسول الله - عليه السلام - صلى على قبر فكبر أربعا " .


ش: هذه ثلاثة طرق رجالها ثقات :

الأول : عن إبراهيم بن مرزوق ، عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي شيخ البخاري وأبي داود ، عن شريك بن عبد الله النخعي ، عن عثمان بن حكيم بن عباد بن حنيف الأنصاري المدني ثم الكوفي ، عن خارجة بن زيد بن ثابت ، عن عمه يزيد -بفتح الياء آخر الحروف في أوله- ابن ثابت الأنصاري ، ويزيد هذا أكبر من أخيه زيد بن ثابت ، يقال : إنه شهد بدرا ، ويقال : إن ابن أخيه خارجة لم يسمع منه .

وأخرجه النسائي : أنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة ، قال : ثنا عبد الله بن نمير ، قال : ثنا عثمان بن حكيم ، عن خارجة بن زيد بن ثابت ، عن عمه يزيد بن ثابت : "أنهم خرجوا مع رسول الله - عليه السلام - ذات يوم فرأى قبرا جديدا ، فقال : ما هذا ؟ قالوا : هذه فلانة مولاة فلان -فعرفها رسول الله - عليه السلام -- ماتت ظهرا وأنت صائم قائل فلم نحب أن نوقظك بها ، فقام رسول الله - عليه السلام - وصف الناس خلفه ، فكبر عليها أربعا ثم قال : لا يموت فيكم ميت ما دمت بين أظهركم إلا -يعني- آذنتموني به ، فإن صلاتي له رحمة " .

الثاني : عن صالح بن عبد الرحمن ، عن سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني شيخ مسلم وأبي داود ، عن هشيم بن بشير ، عن عثمان بن حكيم . . . إلى آخره . [ ص: 332 ] وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه " : ثنا هشيم ، عن عثمان بن حكيم ، قال : ثنا خارجة بن زيد ، عن عمه يزيد بن ثابت : "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى على قبر امرأة فكبر أربعا " .

الثالث : عن علي بن شيبة بن الصلت السدوسي ، عن يحيى بن يحيى النيسابوري شيخ مسلم ، عن هشيم بن بشير . . . إلى آخره .

وأخرجه البيهقي في "سننه " : من حديث هشيم ، عن عثمان . . . إلى آخره نحو رواية الطحاوي .

ويستفاد منه حكمان : الأول أن تكبيرات الجنازة أربع ، والثاني : أن الصلاة على القبر جائزة .

ثم إن العلماء اختلفوا فيه ، فقال ابن قدامة : لا يصلى على القبر بعد شهر ، وبهذا قال بعض أصحاب الشافعي ، وقال بعضهم : يصلى عليه أبدا ، واختاره ابن عقيل ; لأن النبي - عليه السلام - صلى على شهداء أحد بعد ثمان سنين حديث صحيح .

وقال بعضهم : يصلى عليه ما لم يبل جسده .

وقال أبو حنيفة : يصلي عليه الولي إلى ثلاث ولا يصلي عليه غيره ، قال : وقال إسحاق : يصلي عليه الغائب إلى شهر والحاضر إلى ثلاث ، وقال صاحب "المبسوط " : وإن دفن قبل الصلاة عليها صلي عليه في القبر ما لم يعلم أنه تفرق . وفي "الأمالي " عن أبي يوسف : يصلى عليه إلى ثلاثة أيام ، وهكذا ذكره ابن رستم عن محمد ; لأن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا يصلون على رسول الله - عليه السلام - إلى ثلاثة أيام ، والصحيح أن هذا ليس بتقدير لازم ; لأنه يختلف باختلاف الأوقات في الحر والبرد ، وباختلاف الأمكنة وباختلاف حال الميت في السمن والهزال ، والمعتبر فيه أكثر للرأي ، والذي روي أنه - عليه السلام - صلى على شهداء أحد بعد ثمان سنين معناه : دعا لهم . [ ص: 333 ] وقال ابن حزم في "المحلى " : والصلاة جائزة على القبر ، وإن كان قد صلي على المدفون فيه ، وقال أبو حنيفة : إن دفن بلا صلاة صلي على القبر ما بين دفنه إلى ثلاثة أيام ، ولا يصلى عليه بعد ذلك ، وإن دفن بعد أن صلي عليه لم يصل أحد على قبره .

وقال مالك : لا يصلى على قبر ، وروي ذلك عن إبراهيم النخعي . وقال الأوزاعي والشافعي وأبو سليمان : يصلى على القبر وإن كان قد صلي على المدفون فيه ، وروي ذلك عن ابن سيرين . انتهى .

ثم الجواب عن صلاته - عليه السلام - على القبر بعد ما صلي على المدفون فيه : أنه - عليه السلام - قصد بذلك إيصال الرحمة إليه ، كما صرح بذلك في رواية النسائي : "فإن صلاتي له رحمة " ولا يوجد هذا المعنى في غيره ، فلا يصلى عليه اللهم إلا إذا دفن بغير صلاة ، فيصلى عليه على الخلاف المذكور .

التالي السابق


الخدمات العلمية