صفحة جزء
2877 ص: حدثنا يونس ، قال : ثنا ابن وهب ، قال : أخبرني الليث بن سعد ، عن ابن شهاب ، حدثه ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، أن جابر بن عبد الله أخبره : أن رسول الله - عليه السلام - أمر بدفن قتلى أحد بدمائهم ، ولم يصل عليهم ، ولم يغسلوا " .


ش: رجاله كلهم رجال الصحيح .

وأخرجه البخاري : ثنا عبد الله بن يوسف ، ثنا الليث ، قال : حدثني ابن شهاب ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن جابر قال : " كان النبي - عليه السلام - يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ، ثم يقول : أيهم أكثر أخذا للقرآن ؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد ، وقال : أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة ، وأمر بدفنهم في دمائهم ، ولم يغسلوا ولم يصل عليهم " .

وأخرجه الأربعة أيضا ، وليس لفظه : "ولم يصل عليهم " . إلا في رواية البخاري والترمذي فقط . [ ص: 378 ] وقال الترمذي : حديث حسن صحيح .

وقال النسائي : لا أعلم أحدا تابع الليث من أصحاب الزهري على هذا الإسناد ، واختلف عليه فيه ، وقال الترمذي : وقد روي هذا الحديث عن الزهري ، عن أنس ، عن النبي - عليه السلام - ، وروي عن الزهري ، عن ثعلبة بن أبي صعير ، عن النبي - عليه السلام - ، ومنهم من ذكره عن جابر .

قوله : "قتلى أحد " القتلى فعلى جمع قتيل ، وأحد جبل مشهور بالمدينة ، سمي بهذا الاسم لتوحده وانقطاعه عن جبال أخرى هناك ، قال السهيلي : وفي أحد قبر هارون - عليه السلام - أخي موسى - عليه السلام - ، وفيه قبض ، وثم واراه موسى - عليه السلام - ، وكانا قد مرا بأحد حاجين أو معتمرين ، وكانت غزوة أحد في شوال سنة ثلاث ، قاله الزهري وقتادة وموسى بن عقبة ومالك ومحمد بن إسحاق ، قال ابن إسحاق : في النصف من شوال . وقال قتادة : يوم السبت في الحادي عشر منه . قال مالك : وكانت الوقعة أول النهار .

قوله : "بدمائهم " جمع دم وأصله : دمو بالتحريك ، وإنما قالوا : دمي يدمي بحال الكسرة التي قبل الياء كما قالوا رضي يرضى ، وهو من الرضوان ، وقال سيبويه : الدم أصله دمي على فعل بالتسكين ; لأنه يجمع على دماء مثل ظبي وظباء وظبي ، ودلو ودلاء ودلي ، قال : ولو كان مثل قفا وعصا لما جمع على ذلك ، وقال المبرد : أصله فعل بالتحريك وإن جاء جمعه مخالفا لنظائره ، والذاهب منه الياء ، والدليل عليه قولهم في تثنيته دميان فافهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية