صفحة جزء
2898 ص: حدثنا أحمد بن داود ، قال : ثنا حرملة بن يحيى ، قال : ثنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، عن عمارة بن غزية ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أبيه : " أن أبا طلحة دعا رسول الله - عليه السلام - إلى عمير بن أبي طلحة حين توفي ، فأتاهم فصلى عليه رسول الله - عليه السلام - ، فكان أبو طلحة وراءه ، وأم سليم وراء أبي طلحة ، لم يكن معهم غيرهم " . [ ص: 423 ] وإنما كان تزويج أبي طلحة أم سليم بعد قدوم النبي - عليه السلام - المدينة بمدة ، وعمير ولده منها في ذلك النكاح توفي وهو طفل ، فهذا أخوه عبد الله بن أبي طلحة يذكر أن رسول الله - عليه السلام - صلى عليه .


ش: حرملة بن يحيى بن عبد الله التجيبي المصري شيخ مسلم وابن ماجه ، قال الحسن بن سفيان : هو صدوق . ويقال : إن الشافعي رحمه الله نزل عنده لما قدم مصر وروى عن الشافعي من الكتب ما لم يروه الربيع ، وهو ممن أخذ عن الشافعي بمصر وكتب كتبه وتفقه له ولم يخالف مذهبه ، ولد سنة ست وستين ومائة ، ومات سنة ثلاث وأربعين ومائتين بمصر ، وكان أسن أصحاب الشافعي .

وابن وهب هو عبد الله بن وهب المصري روى له الجماعة ، وعمرو بن الحارث المصري روى له الجماعة ، وعمارة بن غزية بن الحارث الأنصاري المدني روى له الجماعة البخاري مستشهدا ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة زيد بن سهل ، وهو أخو أنس بن مالك لأمه ، وأمهما أم سليم بنت ملحان ، حنكه النبي - عليه السلام - وسماه عبد الله ، ذكره ابن حبان في "الثقات " من التابعين ، وروى له مسلم والنسائي .

وأبو طلحة زيد بن سهل بن الأسود النجاري الأنصاري ، شهد العقبة وبدرا وأحدا والمشاهد كلها مع النبي - عليه السلام - وهو أحد النقباء .

واستفيد منه : أن الطفل يصلى عليه لأن عبد الله بن أبي طلحة ذكر في حديثه هذا أن رسول الله - عليه السلام - صلى على أخيه عمير حين توفي وأن المرأة تتأخر عن الرجل في الصلاة ومكانها وراء الرجل ، وفيه دلالة على جواز الإعلام بالميت للأئمة وطلبهم إلى الصلاة عليه .

قوله : "وإنما كان تزويج أبي طلحة أم سليم . . . " إلى آخره ، وأم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد الأنصارية أم أنس بن مالك وأخت أم حرام بنت ملحان ، لها صحبة ، يقال : إنها الغميصاء ، ويقال : الرميصاء ، كانت تحت مالك بن النضر [ ص: 424 ] في الجاهلية فولدت له أنسا ، فلما جاء الله بالإسلام أسلمت مع قومها ، وعرضت الإسلام على زوجها فغضب عليها وخرج إلى الشام فهلك هناك ، ثم خلف عليها بعده أبو طلحة الأنصاري خطبها مشركا ، فلما علم أنه لا سبيل له عليها إلا بالإسلام أسلم وتزوجها وحسن إسلامه ، فولد له منها غلام كان قد أعجب به فمات صغيرا ، فأسف عليه . قاله ابن عبد البر ، ويقال : إنه أبو عمير صاحب النغير ، ثم ولدت له عبد الله بن أبي طلحة فبورك فيه ، وهو والد إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الفقيه ، وقد ذكرناه الآن .

التالي السابق


الخدمات العلمية