صفحة جزء
2907 2908 ص: حدثنا أبو بكرة ، قال : ثنا أبو داود الطيالسي ، قال : ثنا الأسود بن شيبان ، قال : ثنا خالد بن سمير ، قال : حدثني بشير بن نهيك ، عن بشير بن الخصاصية : " أن رسول الله - عليه السلام - رأى رجلا يمشي بين القبور في نعلين ، فقال : ويحك يا صاحب السبتيتين ألق سبتيتيك " .

حدثنا ابن أبي داود ، قال : ثنا الحماني ، قال : ثنا وكيع ، عن الأسود . فذكر بإسناده مثله .


ش: هذان طريقان جيدان :

الأول : عن أبي بكرة بكار القاضي ، أبي داود سليمان بن داود الطيالسي ، عن الأسود بن شيبان السدوسي البصري مولى أنس بن مالك روى له الجماعة سوى الترمذي ولكن البخاري في غير "الصحيح " .

عن خالد بن سمير السدوسي البصري ، وثقه النسائي وروى له أبو داود وابن ماجه .

عن بشير بن نهيك السدوسي البصري ، قال العجلي والنسائي : ثقة . وقال أبو حاتم : لا يحتج بحديثه . روى له الجماعة .

عن بشير -بفتح الباء- بن الخصاصية الصحابي ، والخصاصية أمه ، وقد اختلف في نسبه ، فقيل : بشير بن نذير ، وقيل : بشير بن معبد بن شراحيل والخصاصية : بالخاء المعجمة ، وتخفيف الصاد المهملة ، وكسر الثانية ، وتشديد الياء آخر الحروف . [ ص: 433 ] وأخرجه الحاكم وصححه ، وكذا صححه ابن حزم والطحاوي أيضا على ما يأتي ، وقال أحمد : إسناده جيد .

وأخرجه أبو داود بأتم منه : ثنا سهل بن بكار ، ثنا الأسود بن شيبان ، عن خالد بن سمير السدوسي ، عن بشير بن نهيك ، عن بشير مولى رسول الله - عليه السلام - وكان اسمه في الجاهلية : زحم بن معبد ، فهاجر إلى رسول الله - عليه السلام - ، فقال : "ما اسمك ؟ قال : زحم ، فقال : بل أنت بشير ، قال : بينما أنا أماشي رسول الله - عليه السلام - مر بقبور المشركين فقال : لقد سبق هؤلاء خيرا كثيرا -ثلاثا- ثم مر بقبور المسلمين فقال : لقد أدرك هؤلاء خيرا كثيرا ، وحانت من رسول الله - عليه السلام - نظرة فإذا رجل يمشي في القبور عليه نعلان ، فقال : يا صاحب السبتيتين ويحك ، ألق سبتيتيك ، فنظر الرجل فلما عرف رسول الله - عليه السلام - خلعهما فرمى بهما" .

الثاني : عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني ، عن وكيع ، عن الأسود بن شيبان . . . إلى آخره .

وأخرجه النسائي : أنا محمد بن عبد الله بن المبارك ، قال : نا وكيع ، عن الأسود بن شيبان وكان ثقة ، عن خالد بن سمير ، عن بشير بن نهيك ، أن بشير بن الخصاصية قال : "كنت أمشي مع رسول الله - عليه السلام - ، فمر على قبور المسلمين فقال : لقد سبق هؤلاء شرا كثيرا ، ثم مر على قبور المشركين فقال : لقد سبق هؤلاء خيرا كثيرا ، فحانت منه التفاتة فرأى رجلا يمشي بين القبور في نعليه ، فقال : يا صاحب السبتيتين ألقهما " . [ ص: 434 ] وأخرجه ابن ماجه : ثنا علي بن محمد ، نا وكيع ، نا الأسود بن شيبان ، عن خالد بن سمير ، عن بشير بن نهيك ، عن بشير بن الخصاصية قال : "بينا أنا أمشي مع رسول الله - عليه السلام - فقال : يا ابن الخصاصية ما تنقم على الله ؟ أصبحت تماشي رسول الله ، فقلت : يا رسول الله ما أنقم على الله شيئا ، كل خير قد أتانيه الله ، فمر على مقابر المسلمين فقال : أدرك هؤلاء خيرا كثيرا ، ثم مر على مقابر المشركين فقال : سبق هؤلاء خيرا كثيرا ، قال : فالتفت فرأى رجلا يمشي بين المقابر في نعليه ، فقال : يا صاحب السبتيتين ألقهما " .

قوله : "ويحك " كلمة ترحم ، كما أن "ويلك " كلمة دعاء بالهلاك .

و"السبتية " بكسر السين وسكون الباء الموحدة نسبة إلى السبت ، وهو جلود البقر المدبوغة بالقرظ تتخذ منها النعال سميت بذلك ; لأن شعرها قد سبت عنها أي حلق وأزيل ، وقيل : لأنها انسبتت بالدباغ أي لانت ، وإنما أطلق - عليه السلام - على النعل المتخذ من السبت سبتيا بالنسبة ، وقد جاء في بعض الروايات بدون النسبة : "يا صاحب السبتين " فهذا من قبل قولهم : فلان يلبس الصوف والإبريسم وأراد به الثياب المتخذة منها ، وهذا على طريق الاتساع والمجاز .

التالي السابق


الخدمات العلمية