صفحة جزء
2915 ص: حدثنا ابن أبي داود ، قال : ثنا أبو الوليد ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن أبي نعامة ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري ، - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - عليه السلام - : " إذا أتى أحدكم المسجد فلينظر في نعليه ، فإن كان فيهما أذى أو قذر فليمسحهما ثم ليصل فيهما " .


ش: إسناده صحيح وابن أبي داود هو إبراهيم البرلسي ، وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي شيخ البخاري ، وأبو نعامة عبد ربه البصري روى له الجماعة ، وأبو نضرة -بالنون والضاد المعجمة- المنذر بن مالك العبدي البصري روى له الجماعة البخاري مستشهدا ، وأبو سعيد الخدري سعد بن مالك - رضي الله عنه - . [ ص: 445 ] وأخرجه داود : نا موسى بن إسماعيل ، ثنا حماد ، عن أبي نعامة السعدي ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري قال : "بينا رسول الله - عليه السلام - يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره ، فلما رأى ذلك القوم ألقوا نعالهم ، فلما قضى رسول الله - عليه السلام - صلاته قال : ما حملكم على إلقائكم نعالكم ؟ قالوا : رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا ، فقال رسول الله - عليه السلام - : إن جبريل - عليه السلام - أتأني فأخبرني أن فيهما قذرا ، وقال : إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر ، فإن رأى في نعليه قذرا أو أذى فليمسحه وليصل فيهما " .

وأخرجه ابن حبان في "صحيحه " ، إلا أنه لم يقل فيه : "وليصل فيهما " ورواه عبد بن حميد ، وإسحاق بن راهويه ، وأبو يعلى الموصلي في مسانيدهم .

قوله : "أذى " أي نجاسة وكذلك القذر ، والفرق بينهما من حيث اللغة : أن الأذى اسم لكلي شيء يتأذى الشخص منه وهو يعم النجاسة وغيرها ، وفي الحديث : "أدناها إماطة الأذى عن الطريق " وهو ما يؤذي فيها كالشوك والحجر والنجاسة ونحو ذلك ، وفي حديث العقيقة : "أميطوا عنه الأذى " يريد الشعر والنجاسة وما يخرج على رأس الصبي حين يولد ، يحلق عنه يوم سابعه ، والقذر اسم لضد النظافة ، قال الجوهري : القذر ضد النظافة ، ويقال : قذرت الشيء أقذره إذا كرهته واجتنبته . [ ص: 446 ] ويستفاد منه : أن النجاسة إذا أصابت النعلين أو الخفين فدلكهما بالأرض ومسحهما يطهران سواء كانت رطبة أو يابسة ، وسواء كان لها جرم أو لم يكن ; لإطلاق الحديث ، وإليه ذهب أبو يوسف وبه أفتى مشايخ ما وراء النهر لعموم البلوى ، وقال أبو حنيفة : المراد بالأذى النجاسة العينية اليابسة ; لأن الرطبة تزداد بالمسح انتشارا وتلوثا ، وقال محمد : لا تطهر إلا بالغسل ، وبه قال زفر والشافعي ومالك وأحمد ، والحديث حجة عليهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية