صفحة جزء
2968 ص: حدثنا محمد بن خزيمة ، قال : ثنا محمد بن كثير ، قال : ثنا سفيان الثوري ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس قال : " استعمل أرقم بن أبي أرقم على الصدقات ، فاستتبع أبا رافع ، فأتى النبي - عليه السلام - فسأله ، قال : يا أبا رافع ، إن الصدقة حرام على محمد ، وآل محمد ، ، وإن مولى القوم من أنفسهم " .


ش: محمد بن كثير العبدي البصري شيخ البخاري وأبي داود .

وابن أبي ليلى هو محمد بن أبي ليلى الكوفي الفقيه قاضي الكوفة فعن يحيى : ليس بذاك . وقال العجلي : كان صاحب سنة صدوقا جائز الحديث . روى له الأربعة .

والحكم هو ابن عتيبة روى له الجماعة ، ومقسم بن بجرة -بالباء الموحدة والجيم والراء المفتوحات ، مولى ابن عباس ، روى له الجماعة سوى مسلم . [ ص: 507 ] وأخرجه البيهقي نحوه : من حديث سفيان الثوري ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس . . إلى آخره مثله .

وأخرجه أبو داود : عن محمد بن كثير ، عن شعبة ، عن الحكم ، عن ابن أبي رافع ، عن أبي رافع : "أن النبي - عليه السلام - بعث رجلا على الصدقة من بني مخزوم ، فقال لأبي رافع : اصحبني فإنك تصيب منها . قال : حتى آتي النبي - عليه السلام - فأسأله ، فأتاه فسأله فقال : مولى القوم من أنفسهم ، وإنا لا تحل لنا الصدقة " .

وأخرجه الترمذي : عن محمد بن المثنى ، عن محمد بن جعفر ، عن شعبة . . . إلى آخره نحو رواية أبي داود ، ثم قال : هذا حديث حسن صحيح .

وأبو رافع مولى النبي - عليه السلام - اسمه أسلم .

وابن أبي رافع هو عبيد الله بن أبي رافع كاتب علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - .

وأخرجه الحكم في "مستدركه " : ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ، نا إسحاق بن الحسن بن ميمون ، نا عفان بن مسلم ، نا شعبة .

وأنا أحمد بن جعفر القطيعي ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا محمد بن جعفر ، نا شعبة ، عن الحكم ، عن ابن أبي رافع ، عن أبي رافع : "أن رسول الله - عليه السلام - بعث رجلا من بني مخزوم على الصدقة ، فقال لأبي رافع : اصحبني كيما تصيب منها ، فقال : لا ، حتى آتي رسول الله - عليه السلام - ، فانطلق إلى النبي - عليه السلام - فسأله فقال : إن الصدقة لا تحل لنا ، وإن مولى القوم من أنفسهم . . . " .

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .

قوله : "استعمل " على صيغة المجهول . [ ص: 508 ] وأرقم بن أبي الأرقم صحابي متقدم الإسلام . واسم أبي الأرقم عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي .

قوله : "فاستتبع أبا رافع " أي طلب أرقم من أبي رافع أن يتبعه في سفره ويصحبه .

قوله : "آل محمد " أراد به أهله الأدنون وعشيرته الأقربين .

وفيه من الفوائد : حرمة الصدقة على محمد - عليه السلام - وعلى آله أيضا تطهيرا لهم من أوساخ أموال الناس ، وعلى مواليهم أيضا وهم عتقاؤهم ، وأن الإمام ينصب شخصا لجمع الصدقات وضبطها .

التالي السابق


الخدمات العلمية