صفحة جزء
3057 ص: حدثنا أحمد بن داود ، قال : ثنا أبو الوليد ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن الحسن ، عن عثمان بن أبي العاص : "أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله - عليه السلام - فقال لهم : لا تحشروا ولا تعشروا " .


ش: إسناده صحيح .

وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي شيخ البخاري وحميد هو الطويل والحسن هو البصري وعثمان بن أبي العاص الثقفي أبو عبد الله الطائفي قدم على النبي - عليه السلام - في وفد ثقيف ، واستعمله النبي - عليه السلام - على الطائف ، ثم أقره أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - .

وأخرجه أبو داود : ثنا أحمد بن علي بن سويد ، قال : ثنا أبو داود ، عن حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن الحسن ، عن عثمان بن أبي العاص : "أن وفد ثقيف لما قدموا على رسول الله - عليه السلام - أنزلهم في المسجد ليكون أرق لقلوبهم ، فاشترطوا أن لا يحشروا ولا يعشروا ولا يجبوا ، فقال رسول الله - عليه السلام - : لكم أن لا تحشروا ولا تعشروا ولا خير في دين ليس فيه ركوع " .

قوله : "لا تحشروا " أي : لا تندبون إلى المغازي ، ولا تضرب عليكم البعوث ، وقيل : أي : لا تحشرون إلى عامل الزكاة ليأخذ صدقة أموالكم ، بل يأخذها في أماكنكم ، وأصله من الحشر وهو الجمع .

قوله : "ولا تعشروا " أي : لا يؤخذ عشر أموالكم .

[ ص: 104 ] وقيل : أراد بها الصدقة الواجبة ، وإنما فسح لهم في تركها ; لأنها لم تكن واجبة يومئذ عليهم إنما تجب بتمام الحول . وسئل جابر - رضي الله عنه - عن اشتراط ثقيف أن لا صدقة عليهم ولا جهاد ؟ فقال : علم أنهم سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا .

قوله : "ولا يجبوا " على صيغة المجهول من التجبية -بالجيم- وهو أن يقوم الإنسان قيام الراكع ، وقيل : هو أن يضع يديه على ركبتيه وهو قائم ، وقيل : هو السجود ، والمراد بقولهم : لا يجبوا ، أنهم لا يصلون ، ولفظ الحديث يدل على الركوع لقوله في جوابهم : "ولا خير في دين ليس فيه ركوع " فسمى الصلاة ركوعا ; لأنه بعضها ، وإنما لم يرخص لهم في ترك الصلاة ; لأن وقتها حاضر متكرر بخلاف وقت الزكاة والجهاد .

التالي السابق


الخدمات العلمية